قدم الإعلام السعودي صورة مشوهة للأحداث في العوامية، في محاولة منه لمنع نقل الصورة الحقيقية للواقع.
تقرير ابراهيم العربي
تناولت الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية الأحداث في العوامية بطريقتها المعهودة، عبر مدح الحاكم وبصيرته الثاقبة وإلصاق تهم الإرهاب والإجرام بالضحية.
حاولت صحيفة “عكاظ” تبرئة السلطات السعودية مما يجري محملة إيران وقطر المسؤولية لتعكس تهرباً واضحاً من عجز المملكة في معالجة مشاكلها الداخلية والعنصرية الدينية لدى نظامها، عبر إلقاء اللوم دائماً على مؤامرة خارجية وهمية تُحاك ضدها.
وبررت الصحيفة نفسها، في مقال آخر/ وحشية النظام السعودي في قتل الأبرياء عبر إلصاق تهم الإرهاب ضدهم ومحاولة تصوير العوامية على أنها “بؤرة أمنية تأوي ارهابيين”. لم تكتف “عكاظ” بذلك بل أوردت مقالاً ثالثاً وصفت ضحايا الإجرام السعودي بالنفايات، في سياسة تعكس عنصرية وقحة ممّن يملي على الصحيفة والكاتب ما يكتب.
أما صحيفة “الرياض” فذهب إلى العناوين الرنانة ووصفت دخول الاجتياح الذي استمر ثلاثة أشهر بـ”يوم العدالة والقانون لا يوم الثأر”. وبحسب ما كتبت، فإن “الثأر ليس منطق دولة تقوم على تحكيم الشرع والقانون”، متغاضيةً عن قتل الأبرياء من الذين تهجروا وأجبروا على إخلاء بيوتهم ومنعت حتى أي جمعية من مساعدتهم والطفل الشهيد سجاد أبو عبدالله خير شاهد على عدالة هذا النظام والتزامه بالقوانين.
وتابعت الصحيفة قائلة، في مقال آخر تحت عنوان “إذا حضر الماء” قاصدة به الإشارة إلى “تطهير العوامية”، إذ أنها تعتبر أن المنطقة “نجسة” وهو ليس بغريب على هذا النظام الوهابي وكتابه المأجورين وهو المشهود له بتكفير كل من يخالفه الرأي. أما تأكيد كاتب هذا المقال اعتماد مخطط تطوير “حي المسوّرة” وتعويض الأهالي عن ممتلكاتهم بمبالغ مجزية، فهل له أن يوضح إن صح دفع التعويض وهو أمر ليس بصحيح، لمن سيكون “حي المسورة” بعد تطويره؟ هل لسكان هذا الحي أم للامراء والمتنفذين في هذا النظام الفاسد؟
بدورها، استطاعت صحيفة “الوطن” الإكترونية الدخول إلى مكنونات ما يشعر به أهالي العوامية واصفة حالهم بأنهم “شعروا بالخوف والقلق من الإرهابيين الموجودين في منطقتهم”، لكنها زعمت أن “الفرج جاء على يد القوات السعودية”، ولا تعلم الصحيفة أنّ خوف الأهالي وأطفالهم كان ولا يزال من رصاص قوات الأمن الذي لاحقهم حتى في الحافلات التي خرجوا فيها مهجّرين.
صحيفة “الجزيرة” كان لها أيضاً دوراً في فيلم “هوليود” السعودي، وصورت، في مقال، العوامية على أنها “ملاذ للشيطان المتشيع” في تحريض طائفي بغيض من قبلها ضد الأهالي.
وتابع أحد جهابذتها في مقال آخر، بالتأكيد أن “الفرق بين من يعمر ويدمر” ، في كلمة حق أراد بها باطلاً، فحجم التدمير الذي بثت صوره بعض الأقمار الصناعية، التي تُظهر حجم الدمار الهائل وغير المتصور، فالمنطقة سوّيت في الأرض وتم هدم أبنية تبلغ من العمر ما يزيد عن ثلاثة قرون، يؤكد ما لا شك فيه، أن النظام السعودي ليس مدمراً للحجر فقط.. بل للإنسان أيضاً.