رأت صحيفة إيطالية أن الهجوم السعودي على بلدة العوامية عمل على تدمير معالم البلدة التي تعود إلى 5 قرون، مشيرة إلى أن ما فعلته القوات الأمنية في العوامية لا يختلف عما فعلته التنظيمات الإرهابية في تدمر السورية وأفغانستان.
تقرير: سناء ابراهيم
في وقت يلف الغموض مصير العوامية بعد الدمار الذي أحدثته آلة الحرب السعودية في البلدة المحاصرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تخللتها اعتداءات طالت البشر والحجر على حد سواء، نددت الصحف الغربية التي صحت متأخرة لما يجري من أحداث في البلدة التي ضاعت معالمها بفعل الدمار المفتعل من قوات الامن وآلياتها العسكرية والتدميرية.
" كيف سعت السعودية إلى محو تاريخ العوامية؟"، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية، تقريرا عما جرى في البلدة التي يحدق بها خطر الإندثار، وتسعى السعودية إلى الضغط عليها من الناحية العسكرية؛ لطمس هويتها، وبيّنت أن سكان العوامية يشهدون اليوم اندثارا تدريجيا لتاريخ منطقتهم؛ بسبب الممارسات العسكرية التي تفرضها عائلة آل سعود.
تعيش العوامية على وقع "غضب" عائلة آل سعود، منذ أوائل العام الحالي، بعد فرض الحصار على كافة أراضي المنطقة، التي تتضمن العديد من المواقع الأثرية التي تشهد على ديناميكيتها التاريخية، فضلا عن هدم المنازل والمساجد في مركزها التاريخي "المسوّرة"، الذي تدّعي السلطات بأنها تسعى لتحديث المنطقة، غير أن الواقع على الارض يخالف الإدعاءات، اذ أن ما يقارب العشرين ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم بسبب التفجيرات التي عمّت العوامية، وفق الصحيفة.
الصحيفة الايطالية بيّنت أن خلف الادعاءات الرسمية لتحسين المنطقة، تقبع رغبة دفينة في ضرب الأقلية الشيعية الموجودة، مشيرة الى أن عمليات الهدم -التي نفذتها الرياض لمعالم يعود تاريخها إلى 5 قرون، لاتقل وحشية عن العمليات التدميرية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في كل من تدمرالسورية وأفغانستان، في خطوة ترمي الى ترحيل الأهالي قسراً.
الصور ومشاهد الدمار على امتداد العوامية، كشفت عن مخططات السلطة بمحو رمزية المعالم الأثرية، وتجريد سكان تلك المناطق من تاريخهم، وفق الصحيفة، التي شددت على أن الرياض تعتزم محو كل ما من شأنه أن يرمز إلى الطائفة الشيعية الموجودة في محافظة القطيف، سواء من الناحية التاريخية أو الثقافية، وهذا يوضح مشروعها التدميري الذي تجسده العمليات العسكرية.