كشفت معلومات صحافية، إن السعودية سعت لاستضافة حركة طالبان الأفغانية قبل قطر بأعوام …
تقرير: سناء ابراهيم
تدفع الأزمة الخليجية المستمرة بين قطر والدول الأربع وعلى رأسها السعودية، بالأطراف إلى كشف الأوراق المخبأة عن التعامل مع الحركات المتطرفة المنتشرة في أنحاء العالم، ولعلّ الضجة التي أحدثها افتتاح مكتب لحركة طالبان الأفغانية في الدوحة منذ العام 2013، يحمل في طياته الكثير من الخبايا، التي يزاح الستار عنها رويدا رويدا، اذ كشف أحد مسؤولي الحركة أن السعودية كانت سبّاقة في المحاولات الحثيثة لدعوة طالبان لإفتتاح مكتب لها على أراضي المملكة.
موقع "ميدل إيست آي"، نقل عن قيادي عربي سابق في أفغانستان يدعى عبد الله أنس المعروف بـ "أمير الأفغان العرب"، قوله أن السعودية حاولت استضافة مكتب اتصال لـحركة طالبان قبل أن تفتح الحركة مكتبا لها في الدوحة بسنوات عدة، مشيرا إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة توجهتا إلى قطر على الأرجح بعد فشل السعوديين في هذا الملف.
وبيّن "أمير الأفغان العرب" أنه إذا كانت قطر قد استضافت "طالبان" لإجراء محادثات تهدف إلى التوفيق بين الفصائل المتحاربة في أفغانستان، وفق تعبيره، فقد أنشئت هذه المبادرة أصلا في السعودية من قبل، مشيرا إلى أنه شارك في عمليات المفاوضات في العام 2007، والتقى مقرن بن عبد العزيز الذي كان في ذلك الوقت المدير العام للمخابرات السعودية، والملك السابق عبد الله بن عبد العزيز، إلا أن المفاوضات للوصول إلى حل للسلام في أفغانستان فشلت بسبب مواقف السعودية.
وكما جرت العادة، فإن الدور الإماراتي عن العملية لم يغب، اذ سعت ابو ظبي أيضا لاستضافة مكتب اتصالات لطالبان، وهو ما أكده القيادي، الذي سينشر كتاباً عن سلسلة زيارات قام بها إلى أفغانستان ثم إلى السعودية في الفترة من 2006 إلى 2008، وأيضا بعض الجولات في الإمارات، تحت عنوان "الجبال.. حياتي في الجهاد الأفغاني".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت رسائل إلكترونية مسربة من السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، كشفت عن أن الإمارات سعت لاستضافة مكتب اتصال طالبان، وقد أكد العتيبة هذا الأمر، مشيرا إلى إنه أتى بطلب أميركي، ولكنه زعم أن أبو ظبي فرضت ثلاثة شروط للإستضافة وهي أن تندد طالبان بتنظيم القاعدة، وأن تعترف بالدستور الأفغاني، وأن تلقي أسلحتها، على حد تعبيره.