ألقت تصريحات وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي عن طلب السعودية من العراق التوسط لدى إيران بظلالها على المشهد الإقليمي المرتقب ومدى انهزام المشروع السعودي في المنطقة.
تقرير ابراهيم العربي
مؤشرات جديدة تفيدُ بتراجع السعودية عن مواقفها التصعيدية تجاه إيران، دلت عليها تصريحات وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، الذي أكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، في طهران، أن ولي العهد محمد بن سلمان، طلب منه رسمياً، أن يتوسط العراق بين إيران والسعودية، لكبح التوتر بين البلدين، كما سبق للملك سلمان أن قدم هذا الطلب في وقت سابق.
بحسب الأعرجي فإنه أبلغ الجانب السعودي بأن الخطوة الأولى التي يمكنها أن تؤدي لتخفيف التوتر بين طهران والرياض تتمثل في إبداء الرياض الاحترام إلى الحجاج الإيرانيين ومعاملتهم بأفضل نحو، وأن تسمح لهم بزيارة مقبرة البقيع. وتابع الأعرجي إن الجانب السعودي وعد بتطبيق ذلك وأكد أن البقيع مفتوحة الآن أمام الحجاج الإيرانيين.
من جانبه، قال رحماني إن احترام الحجاج الإيرانيين مهم جداً لطهران، وإنها تسعى دوماً لتعزيز علاقاتها مع السعودية، مؤكداً أن إيران لم تكن سباقة في قطع العلاقات معها، ومشيراً إلى أن سياسة إيران تسعى إلى التعاون المثمر في المنطقة، وآملاً من دول المنطقة أن تعمل على حل أزمات المسلمين في المنطقة.
تأتي الخطوة السعودية في ظل تغير الأوراق في المنطقة، إبتداء من سوريا ولبنان والعراق ووصولاً إلى اليمن، إذ هي تدرك هزيمة مشروعها وأنها اذا إستمرت في الحروب ودعم الجماعات المسلحة والتصعيد السياسي، فإن ذلك سيؤدي إلى القضاء عليها بالضربة القاضية.
خطوات السعودية إلى الوراء بدت واضحة في سوريا، حيث باتت تروج للحل الروسي، لتركيز الأولوية على القضاء على الجماعات المسلحة وإزالة الرئيس الأسد من قائمة الأولويات، وهو ما دفع بما تسمى "المعارضة السورية" إلى التتخبط بين تغيير الموقف السعودي والأزمة الخليجية، فضلاً عن الميدان.
في اليمن أيضاً، يبدو مشهد التسوية السعودية – الإيرانية أكثر تسارعا مع وصول ولد الشيخ إلى طهران لبحث الحل السياسي بلغة إنسانية انطلاقاً من تنازل الرياض عن اغلاق مطار صنعاء بعد عام على ذلك، في ظل تقدم القوات اليمنية في الأراضي السعودية الحدودية.