أخبار عاجلة
الأمين العام لجمعية "الوفاق" المعتقل الشيخ علي سلمان

المنامة تحقق بمحادثات بين الشيخ سلمان والدوحة كانت بعلم الحكومة

ما بين الأزمة الخليجية والتحركات الداخلية، تعمد دول المقاطعة إلى استغلال الصراع الخليجي، في سياق شيطنة “التحركات الشعبية”. وفي هذا الإطار، يدخل تسريب الاتصال الهاتفي بين الشيخ سلمان وابن جاسم.

تقرير عباس الزين

في توقيت مكشوف الأسباب، أظهرت السلطات البحرينية تسجيلاً صوتياً لمكالمة قديمة بين رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، والأمين العام لجمعية “الوفاق” الشيخ علي سلمان.

بث التلفزيون البحرينيالمكالمة في تقريرٍ متلفز تحت عنوان “التدخل في الشأن الداخلي.. المشروع القطري لقلب النظام”. لكن السلطات البحرينية تجاهلتبشكلٍ مقصود ذِكر أن الاتصال جاء ضمن مساعٍ قطرية بتنسيقٍ مع الحكومة البحرينية، وهو ما كانت أشارت إليه جمعية “الوفاق” بعد تسريبٍ سابق، مؤكدةً أن تلك الاتصالات كانت في إطار المبادرة القطرية في عام 2011، والتي تمت بالتنسيق التام مع الرياض المنامة وأبو ظبي.

إلى جانبِ ذلك، فإن التهويل الذي رافق عرض الإتصال من قبل الإعلام التابع لدول المقاطعة غير منطقي إذا ما تم مقارنته بفحوى الاتصال الذي لم يخرج من دائرة عرض وجهات نظر المعارضة البحرينية، وما قابله من كلامٍ لابن جاسم لم يخرج فيه عن إطار المحاولات السعودية حينها لتدراك أي تصعيدٍ في البحرين.

يأتي تسريب الاتصال بين الشيخ سلمان وبن جاسم في إطار الاتهامات التي وجهتها السلطات السعودية إلى أهل العوامية بتلقيهم دعم قطري، لمجرد رفضهم هدم واجتياح بلدتهم. فهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها شيطنة المعارضة البحرينية من قبل حكومة المنامة. فمنذ بدء التحركات الشعبية السلمية، تتهم سلطات الأخيرة المعارضة بـ”الولاء للخارج”، لا سيما إيران.

المتغيّر الآن هو محاولة السلطات البحرينية ومعها السعودية والإمارات، استغلال المبادرة القطرية في عام 2011 في اتجاهين: الأول عبر اتهام الدوحة بزعزعة الاستقرار في البحرين، ودعم ما تسميه دول المقاطعة بـ”الإرهاب” لقلب النظام. والثاني هو تأكيد لما كانت توقعته أوساط معارضة لـ”نبأ” حول اتجاه سلطات المنامة في الأيام المقبلة إلى تلفيق تهم جديدة ضد الأمين العام لجمعية “الوفاق” الشيخ علي سلمان بـ”الإرهاب” بزعم تلقيه دعماً من قطر.

من المفترض أن ينهي الشيخ سلمان الحكم الصادر بحقه في 28 ديسمبر / كانون الأول 2018، إلا أن المصادر كانت أشارت حينها إلى أنّ الخطوة المحتملة تهدف إلى استغلال الأزمة الخليجية في الأزمة الداخلية لإطلاق المزيد من الأحكام الجائرة والظالمة بحق الشيخ سلمان. ما يشي إلى خطة ممنهجة من قبل دول المقاطعة لاستغلال التحركات الشعبية الداخلية في بلدانها، ضمن الأزمة الخليجية.