ثامر السبهان في لبنان تزامناً مع تحرير الحدود اللبنانية ـــ السورية، والتي اعتبرت تحريراً ثانياً بعد التحرير عام 2000، ما يثير تساؤلات حول آفاق المرحلة المقبلة.
تقرير ابراهيم العربي
لم تمرّ ساعات قليلة على وصولِ مساعدِ وزيرِ الخارجيّةِ الإيرانيّ للشؤونِ العربيّة والإفريقيّة حسين جابر الأنصاري إلى بيروت حتى حط وزير الدولة لشؤونِ الخليج العربي ثامر السبهان في ربوعها، في مشهد وكأنه يُحاكي عمليّة تطويقٍ سياسية للزيارة.
ليست المرة الأولى يبرز فيها التسابُق الإيراني – السعودي على الواقع اللبناني، ولكن تَزامُن اللقاءات في بيروت لكلّ من السبهان وأنصاري، جاء محمَّلاً بمجموعة إشاراتٍ اعتُبرت انعكاساً للتحوّلات التي تقف المنطقة على مشارفها.
وأجرى السبهان، لدى وصوله الى لبنان، لقاءاتٍ شَملت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، والنائب وليد جنبلاط في كليمنصو وكذلك الوزير السابق اللواء أشرف ريفي.
تأتي الزيارة التي ربطها السبهان بتهنئةِ الجيش اللّبنانيّ على إنجازاته في الجرود، في ظل أجواء الانتصار على الإرهاب التي يعيشها لبنان. هي محاولة سعودية أخرى للوقوف في صف داعمي لبنان، على الرغم من أنها لم تقدم لبيروت أي دعم في هذه المعركة، بل سبق وأن أفشلت هبة الثلاث مليارات للجيش، بعد فشلها في تحريضه على المقاومة، إلاّ أن المحاولة مستمرة، ولا تزال على جدول أعمال السبهان كما يبدو بحسب تغريداته في “تويتر”.
أراد السبهان بكلامه الذي جاء باسم حلفائه في لبنان تشويه معادلة “الجيش والشعب المقاومة”، التي رُسّخت مع “التحرير الثاني” كما عبر عنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، إذ أشار إلى أنّ الانتصار الكبير الذي تحقق هو “إحدى النتائج الممتازة لهذه المعادلة”، مضيفاً إليها الجيش السوري.
لبنان، حيث الانتصار العسكري على الإرهاب والانتصار السياسي على داعميه، يبدو ملفاً آخر من ملفات المنطقة المتبدلة الموازين في محيطه. قلقٌ إسرائيليٌّ وآخر سعوديّ، دفع بالرياض إلى التموضع من جديد، مع اتساع رقعة مساحة المقاومة وحلفائها شعبياً وتغير النظرة الدولية لها.