لم تكن الدعوات لحل مجلس التعاون الخليجي وليدة الأمس، غير أنه من شأن احتدام الازمة الخليجية أن تجعل من علاقة قطر بطهران القشة التي قد تقسم ظهر المجلس.
تقرير رامي الخليل
يبدو أن خروج الدوحة من عباءة مجلس التعاون الخليجي بات مطلباً شعبياً ملحاً، وعلى الرغم من المساعي القطرية الرسمية للحفاظ على قليل من الود مع حكومات دول المقاطعة التي قررت معاقبة الدوحة نظراً لعلاقتها مع طهران، إلا أن آثار الازمة الخليجية عليها جعلت الانفصال عن المجلس أمراً واقعاً.
هذا الانطباع الذي بات يسيطر على غالبية القطريين، رافقه تحرك تصعيدي من قبل الدوحة، وفي خطوة ينتظر أن تُغضب دول المقاطعة، وعلى رأسهم السعودية، أعادت قطر علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في إجراء اعتبره المراقبون مؤشراً على أن قطر تسلك اتجاهاً مغايراً لتوجهات دول الخليج، مؤكدة أنها لن تنحني أمام الضغط الإقليمي المفروض عليها.
وطالب عبد الله العذبة، رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية، المقرب من أمير قطر ، الدوحة بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، بدليل أنه بات عبارة عن مظلة للعدوان على قطر، واصفاً اياه بـ”الميت الذي آن أوان دفنه لإكرامه”.
تقاطعت كلمات العذبة بمطالبات نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، وهو دعى في وقت سابق لتعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أن مثل هكذا إجراء بات يشكل “مهمة خليجية ملحة”. وفي مصر، خرجت أيضاً دعوات مماثلة تحذر من ما سمته تجسس قطر لصالح ايران.
على الرغم من مرور قرابة 36 عاماً على تشكيل مجلس التعاون الخليجي في عام 1981، إلا أنه بقي مجلساً فارغاً من أي مضمون سياسي يُعوَّل عليه، وفيما اصطدمت كل دعوات تفعيله بالأجندة الخاصة لكل دولة من أعضائه، جاءت الازمة الخليجية لتؤكد أن واقع استمراره كمجلس شكلي لم يعد أمراً مقبولاً عند أحد.