شغلت المطالبات المتعددة لدمج الكتب الدينية في السعودية الرأي العام، وذلك بسبب الاتهامات الموجهة للرياض بتغذية الإرهاب عبر نشر الفكر الوهابي التكفيري.
تقرير: سناء ابراهيم
في وقت تتلقى السعودية موجة اتهامات بدعمها للفكر الإرهابي، وتوجه أصابع الإتهام الى المناهج التعليمية في الرياض بأنها تتسبب بتوليد الفكر المتطرف، عصفت موجة من التباينات في المواقف مع انطلاق دعوة لدمج الكتب الإسلامية ضمن كتاب واحد يختزل المواد الأربعة التي تدرّس في مراحل التعليم الثانوي وذلك مع ادعاءات رؤية محمد بن سلمان ولي العهد السعودي التي تسعى الى الإنفتاح.
وبين مؤيّد ومعارض انقسم السعوديون في الدعوة الى دمج الكتب الدينية، نظرا لتأثيرها على صناعة "الفكر الداعشي" عبر ما تتضمنه من مفارقات في قتل الكفار وعقوبة السجن وغيرها من النقاط التي تكون في موضع تساؤلات واستفسارات.
مراقبون أشاروا الى أن عصر الانفتاح، والترفيه، ورؤية 2030، وتوجّهات العلمانية المُنتظرة في الرياض، بدأت تَترك آثارها على السعوديين، بكافّة توجّهاتهم، وأفكارهم، سلفيين كانوا، أم وهابيين، أم ليبراليين، لافتين الى وجود من يؤيّد الانسلاخ عن ضوابط الشريعة الصارمة، وفق تعبيرهم، وأضافوا أن هناك من يُحذّر من مغبّة اتباع ما يسمونه "أهواء الكفّار".
وتحت وسم "دمج الكتب الاسلامية"، اشتعل جدل بين المغردين، عنوانه "تأثير كتب المدرسة وتحديداً الدينية، في صناعة الفكر “الداعشي”، أو تحويل المُتدينين إلى مُلحدين، ضمن منظومة سياسية دينية حَكمت البلاد منذ أكثر من 80 عاماً.
ودعا البعض الى دمج الكتب التي تدرس ضمن 4 مواد وهي التوحيد، الفقه، التفسير، الحديث، بالإضافة إلى مادة القرآن. ففي المرحلة المتوسطة والثانوية، تُدرّس التربية الإسلامية في كتاب واحد، وكذلك يطبق الدمج على باقي المراحل الدراسية.
ولفت متابعون الى أن وزارة التعليم السعودية، استمرّت في تَدريس مَناهجها الدينية الصّارمة حتى العام 2005 ، وبدأت تدريجيّاً في تَخفيف حِدّة المناهج الدينية، بناءً على تعليمات أمريكية، للحَد من الأفكار المُتطرّفة، ومُحاربة الفكر الوهابي.