شهدت أوروبا عمليات طعن ودهس وتفجير عده خلال العامين الأخيرين تبناها تنظيم “داعش” ودفع ثمنها المسلمون المعتدلون نتيجة التحريض ضدهم.
تقرير هبة العبدالله
ستتصدر محاربة الجماعات الإسلامية المتطرفة الأولويات الدبلوماسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي عبر عنها بـ”الإرهاب الإسلامي”، في قمة سفراء فرنسا المنعقدة بقصر الإليزيه في باريس.
باريس التي تشهد منذ عام 2015 موجة اعتداءات غير مسبوقة، والمعروفة بتصديرها العدد الأكبر من الأوروبيين المقاتلين إلى مناطق الصراع في سوريا والعراق، ستجهد لوضع خطة لمحاربة التطرف العائد إليها بعدما كرر ماكرون مرات عدة مصطلح “الإرهاب الإسلامي” في خطابه الأخير.
تواجه الرئيس الفرنسي تحديات كثيرة. فربما يجد في أسبانيا، آخر ضحايا إرهابيي “داعش” في أوروبا، خير مثال لسوء المعالجة التي تنتهجها الدول الأوروبية.
بعد حادثة الدهس التي تبناها تنظيم “داعش” في أحد شوارع برشلونة نفذها إسباني من أصول مغربية، انشغلت السلطات الاسبانية بحبك خيوط العمل الإرهابي، لكنّ آخرون نشطوا في اتجاه آخر. إذ استغلت صحيفة “شارلي إيبدو” المثيرة للجدل الحادث على طريقتها ونشرت كاريكاتيراً مسيئاً للاسلام، وكتبت في نهاية الغلاف كلمة “أبدي”، في تعمد مقصود ومكرر للربط بين الإسلام والإرهاب، وإظهار الإسلام على أنه دين قتل في استفزاز لمسلمي أوروبا.
بعد يومين من صدور الكاريكاتير المستفز، اعتدى ثلاثة شبان على مسلمة ترتدي الحجاب في محطة مترو جنوب العاصمة الإسبانية في واقعة اعتبرتها الشرطة جريمة كراهية ضد المسلمين تقفل الحلقة التي تدور فيها أوروبا أو يُدار فيها أمنها.
وبعد أسبوع من اعتداء برشلونة، علّق نشطاء في الجماعات النازية الجديدة لافتات ولوحات مسيئة للإسلام على المباني في برشلونة كتب عليها “الإسلام يدمر أوروبا ونحن نفتح الباب” و”أهلا بالإرهابيين”.
ثمة حلقة متصلة على ماكرون تفكيكها لمواجهة التطرف في بلاده، تبدأ من الإرهاب مروراً بالتحريض ضد المسلمين وصولاً إلى علاقة الدول بداعمي التطرف. لكن الدول الأوروبية تجهد في إخفاء بصمات علاقاتها مع الدول المصدرة للإرهاب من بينها السعودية.
يدفع المسلمون المعتدلون العالقون بين فكي الوهابية ثمن كراهية الأوروبيين للتطرف والتحريض الممنهج ضد المسلمين، في ظل علاقة وطيدة مع الدول الراعية للإرهاب.