عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعم بلاده للحوار بين أطراف الأزمة الخليجية، إلا أنّ الحوار يبقى رهينة الشروط المسبقة لدول المقاطعة وقطر.
تقرير ابراهيم العربي
لخص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موقف بلاده من الأزمة الخليجية أمام سفراء فرنسا في العالم، بدعم باريس للحوار، مشدداً على أن هذا هو موقف فرنسا منذ البداية.
لم تأت الوساطة الكويتية، التي تلقت الدعم من جميع الدول التي تطرقت للأزمة الخليجية، على ذكر ماكرون، ربما لكونها تبدو جثة هامدة أمام الشيطنة الإعلامية والخطوات السياسية الحازمة بين دول المقاطعة من جهة، وقطر من جهة ثانية.
لكن الحوار الذي شدد عليه ماكرون يبدو متوقفاً أيضاً على الشرط القطري المسبق برفع الحصار. إذ أكد مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، استعداد الدوحة للحوار في مقابلة مع صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية، لكنه شدد على أن الخطوة الأولى هي رفع الحصار عن قطر، والخطوة الثانية هي عقد حوار في بيئة تسمح بذلك.
في المقابل، شدد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، في مقابلة مع مجلة “ذي أتلانتك” الأميركية، أن مطلب قطر برفع الحصار أولاً قبل المفاوضات أمر غير مقبول ولن يتحقق، مشيراً إلى أنّ الدول الأربع المقاطعة لقطر أبلغت الجنرال أنتوني زيني مبعوث وزير الخارجية الأميركي للأزمة الخليجية استعدادها للجلوس حول طاولة المفاوضات مع قطر، شريطة أن تكون الدوحة مستعدة لذلك دون أي شروط مسبقة منها.
وأمام هذا الجمود في الأزمة، سواءً الوساطة الكويتية أو سبل الحوار الممكنة، دعت صحيفة “لي إيكو” الفرنسية، حكومة بلادها إلى الوقوف مع قطر في أزمتها مع السعودية والإمارات، مؤكدة أنه إذا وجدت باريس نفسها مخيرة بين الرياض والدوحة، فعليها أن تختار الأخيرة.
واعتبرت الصحيفة أن السعودية أصبحت عميلاً غير عاقل بما يفعله، إذ تحاول جاهدة، تحت أثر الهوس الإيراني، مراراً وتكراراً الجمع بين إصلاحاتها الداخلية وسياساتها الخارجية العنيفة، التي تبدو في جميع الأحوال مربكة لشركائها الاقتصاديين الراغبين في الحوار وممارسة التجارة العاقلة.
وقالت الصحيفة إنه بعد مرور شهرين تقريباً من بداية اندلاع الأزمة التي هزت الخليج، تبدو قطر الفائز الأول في حرب الاستنزاف، مشيرة إلى أن فرنسا شريكاً استراتيجياً لقطر أقرب منه لدى السعودية.