أعلن لبنان رسمياً انتصاره على الإرهاب شرق البلاد، في وقتٍ تحاول واشنطن فيه استثمار التباين بالرأي بين الحكومة العراقية و”حزب الله” حول ترحيل مسلحي تنظيم “داعش” من الأراضي السورية المحاذية للبنان إلى تلك المحاذية للعراق.
تقرير عباس الزين
أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا النصر على التنظيمات الإرهابية، وتحرير المناطق التي كانت تسيطر عليها شرق لبنان، عند الحدود السوري، وقد لفت عون الانتباه إلى أن الجيش اللبناني أثبت أنه الأقوى، حيث خاض معركة نظيفة وانتصر على الإرهاب بطريقة مشرفة. أما قائد الجيش العماد جوزيف عون، فأعلن انتهاء عملية فجر الجرود ضد تنظيم “داعش”، مؤكداً استشهاد العسكريين الذين اختطفهم التنظيم في عام 2014.
وفي محاولةٍ لاستثمار رفض رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، للاتفاق بين “داعش” و”حزب الله” بالتنسيق مع الجيشين اللبناني والسوري، والذي أفضى إلى انسحاب عناصر “داعش” في اتجاه البوكمال عند الحدود السورية العراقية، نفذت طائرات “التحالف” الذي تقوده الولايات المتحدة غارة جوية لعرقلة مسار توجه المسلحين الذين خرجوا من لبنان يوم الإثنين 28 أغسطس / آب 2017، وفقاً لبنود الاتفاق.
أدت الغارة إلى منع قافلة مسلحي “داعش” من المضي قدماً في الشرق السوري، حيث أدى القصف إلى انهيار الطريق وتدمير جسر صغير، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم “التحالف”، ريان ديلون. وكان العبادي قد أعرب عن رفضه للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين “حزب الله” و”داعش” بشأن نقل مسلحي التنظيم من لبنان إلى الحدود السورية العراقية.
حاولت واشنطن من خلال الغارة توسيع الشرخ بين بغداد و”حزب الله” واستغلال بعض التباين بينهما حول انسحاب عناصر التنظيم، ضمن مخططٍ يهدف الى إظهار “التحالف” بغير حقيقته، على أنه الحامي للحدود العراقية، فيما يرسل “حزب الله” عناصر “داعش” إلى الحدود.
استهداف طائرات التحالف لقافلة مسلحي “داعش” تشي أيضاً بتوجهاتٍ أميركية لإفشال أي اتفاقٍ ممكن أن تقدم عليه الحكومة السورية مع الجماعات المسلحة مستقبلاً، لا سيما وأن تلك الاتفاقات وعلى مختلف الأراضي السورية، أرست معادلاتٍ ميدانية وأمنية وسياسية لصالح الدولة السورية، في وقتٍ تسعى واشنطن، لإبقاء جبهات الصراع السورية مشتعلة، وغير خاضعةٍ لأي اتفاقات من الممكن أن تعطي حافزاً عسكرياً للجيش السوري وحلفائه.