بدأت وسائل إعلامٍ تابعة للدول الأربع المقاطعة لقطر، الترويج لمؤتمرٍ سيعقد في بريطانيا حول "الأزمة الخليجية"، ليتكشّف أنه منظم من قبل اللوبي السعودي في لندن.
تقرير: عباس الزين
إكتساب الرأي العام العربي والدولي، يعد أحد أهم أهداف الصراع الخليجي الدائر، ما جعل الإعلام التابع لجبهتي الصراع، السلاح الأبرز في المواجهة، في سياق تكوين رأي سياسي واجتماعي داعم لجبهة ضد جبهة.
الحرب الإعلامية المباشرة، رافقها حربٌ من تحت الطاولة، عبر اللوبيات التابعة لدول الأزمة الخليجية. قطر حركت لوبياتها ضد السعودية والإمارات، وهو ما لم توفره الأخيرتين أيضاً، الأمر الذي لا يخرج من دائرة الحرب الإعلامية لكن بأدواتٍ مختلفة.
وسائل إعلامٍ تابعة لدول المقاطعة، عمدت خلال اليومين الماضيين، الى الترويج لما وصفته "أول مؤتمر عالمي" يُعقد في لندن منتصف سبتمبر الحالي، لبحث "الأزمة القطرية"، إضافة الى "استشراف الأوضاع وتأثيراتها على الدوحة، وتداعياتها السياسية والاقتصادية الواسعة على الخليج والمنطقة والعالم".
في الظاهر يبدو المؤتمر خارج أي حسابات او اصطفافاتٍ سياسية، لكن الترويج الكبير والمريب من قبل إعلام المقاطعة له، يشير الى خفايا بين السطور، لا سيما وأن هذا الإعلام لديه باع طويل في قلب الحقائق، والترويج لما فيه مصالح ضيقة للدول التابع لها.
التدقيق في التفاصيل، أظهر أن النائب عن حزب "المحافظين" في مجلس العموم البريطاني، دانيال كوينشيسكي، المعروف بمواقفه الداعمة للسياسات السعودية، هو من يقف وراء تنظيم هذا المؤتمر.
كوينشيسكي يمثل وفق متابعين، رأس الحربة في تمثيل المصالح السعودية داخل حزب المحافظين والبرلمان البريطاني، في حين لا يخفي مواقفه المؤيد بقوة للحكومة السعودية.
صحيفة "الإندبندنت"، ذكرت أن كوينشيسكي وخلال إحدى رحلاته إلى السعودية، عبر للملك سلمان، عندما كان ولياً للعهد،عن فخره بالتعاون العسكري بين بريطانيا والسعودية، مشيراً مراراً إلى انشغاله في تأليف كتاب، يصفه بـ"أكثر كتاب مؤيد للسعودية كتبه سياسي بريطاني"، ولطالما ردد، أنه "يقاتل لمحاربة الجهل والتحيز غير العاديين ضد المملكة".
الى جانب اللوبي السعودي، تستعين سفارة الإمارات في لندن، منذ العام 2010 على الأقل، بخدمات شركة العلاقات العامة والاتصال السياسي "كويلر"، التي تضم في فريق عملها مستشارين سابقين لرؤساء الوزراء في بريطانيا، وقيادات حزبية، ووفقاً لتحقيق أجرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أواخر 2015 فإن حكومة أبوظبي دفعت لمؤسسة "كويلر"، ملايين الجنيهات الإسترلينية لتنظيم حملات هجوم وتشويه ضد قطر في بريطانيا.