نجحت بيونغ يانغ في اختبار قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الذي تملكه كوريا الشمالية، في حين لاقت التجربة تنديداً دولياً واسعاً.
تقرير ابراهيم العربي
تتصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، مع إعلان الأخيرة امتلاك قنبلة هيدروجينية وإجراء تجربتها النووية. تجعل هزات أرضية، وأخرى سياسية، بين واشنطن وبيونغ يانغ، العالم تحت رحمة السلاح الأكثر فتكاً والأخطر على وجه الأرض.
قبل إعلان كوريا الشمالية إجراءها التجربة على القنبلة الهيدروجينية المعدة لوضعها على صاروخ بالستي عابر للقارات، رصدت كوريا الجنوبية والصين زلزالين بقوة 6.3 و5.6 درجات. عقد على إثر ذلك اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني في سيئول لبحث صلة الزلزالين بالتجربة النووية.
توالت ردود الأفعال الدولية الرافضة للتجربة الجديدة، حيث طالبت كوريا الجنوبية وفرنسا برد دولي صارم، وتحدثت اليابان عن فرض عقوبات جديدة، وحذرت روسيا والسويد من انعكاسات التجربة على أمن المنطقة، كما أدانتها الصين بشدة.
بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، فإن الرئيس الكوري كيم جونغ أون تفقد القنبلة الهيدروجينية الجديدة، معلناً أنها “صنعت بالكامل” في بلاده وهي عبارة عن قنبلة ذرية حرارية ذات قوة تفجيرية هائلة.
وفي أول رد فعل له، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تغريدة له على “تويتر”، أن بيونغ يانغ “دولة مارقة وأصبحت عدائية وخطيرة جداً على الولايات المتحدة”، وأن “لغة الحوار والتهدئة لن تجدي نفعاً معها”.
وحذرت موسكو كوريا الشمالية من الاستمرار في إجراء تجارب نووية، مشيرة إلى أن هذا النهج “يحمل في طياته مخاطر جسيمة ليس للأمن والسلام الإقليميين، بل ولبيونغ يانغ نفسها”. وفي وقت لاحق، أعلنت الصين وروسيا أنهما تتفقان على الالتزام بأهداف نزع السلاح النووي فى شبه الجزيرة الكورية.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسرة الدولية إلى “التحرك بأكبر قدر ممكن من الحزم بعد التجربة النووية التي اعتبرها أنها تشكل مساساً بالسلام والأمن”.
من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إن التجربة “مؤسفة جداً”، مشيراً إلى أن التجربة التي تلي تجربتين في عام 2016، هي السادسة منذ 2006، و”تنم عن استهتار كامل بالطلبات المتكررة للأسرة الدولية”.
تقدر القوة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بنحو ألفي ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، إبان الحرب العالمية الثانية، ما يعني أن استخدام هذه القنبلة في أي مكان كفيل بتحويله إلى جحيم.