المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي

زيارة ديبلوماسية سعودية إلى طهران بعد عيد الأضحى

تبادل زيارات بين الرياض وطهران بعد العد بطلب سعودي، يعكس مشهد التغيرات الإقليمية في مناطق الصراع.

تقرير هبة العبدالله

أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن إيران أصدرت تأشيرات لوفد دبلوماسي سعودي منذ حوالي شهرين لزيارة طهران وتفقد المقار الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، مرجحاً وصول الوفد بعد موسم الحج.

وأشار قاسمي إلى أن الوفد سيأتي إلى طهران عبر طائرة سعودية خاصة، وذلك بعد أن تقدم بطلب من أجل ذلك ووافقت السلطات عليه. ونوه بأن الوفد الإيراني حصل قبل أسبوعين على التأشيرة السعودية من السفارة السعودية في العاصمة الأردنية عمان، وأن تاريخ السفر لم يحدد بعد.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات لموقع الحكومة الإيرانية، السبت 2 سبتمبر / أيلول 2017، عن حرص بلاده على إقامة علاقات حسن جوار، في إشارة إلى السعودية.

وسبق أن أكدت صحيفة “الحياة” السعودية أن تبادل الزيارات الدبلوماسية بين إيران والسعودية جاء “بطلب سعودي”. ويأتي ذلك بعد أيام من تأييد محكمة الاستئناف في طهران، حكم الحبس الصادر بحق 10 من المتهمين بالاعتداء على السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية، في حين كانت الصحف السعودية الرسمية تنقل عن مصادر في الخارجية السعودية عدم صحة ما وصفتها بـ”المزاعم الإيرانية” عن استكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق في حادثة اقتحام سفارة المملكة وقنصليتها العامة في مشهد.

وفيما يعتبر حج الإيرانيين هذا العام نقطة مشرقة في العلاقات السعودية – الإيرانية، بعد عامين من قطعها وتفاقم حدّة التوتر بين البلدين، تبدو مُوافقة الدّولتين على تبادل زيارات الدبلوماسيين تمهيد لإعادة فَتح السفارات المُغلقة منذ أزمة اقتحام السفارة السعودية عام 2016.

مرونة سياسة الجمهورية الإسلامية في الترحيب بأي خُطوةٍ سُعوديّةٍ نحو الحِوار وتَطبيع العلاقات، فتحت الباب للاستدارة السعودية، على الرغم من التصريحات التي أدلى بها محمد بن سلمان، ولي العهد في حِواره في مايو / أيار 2017 حول نقل الحرب إلى العُمق الإيراني.

طلب السعودية وساطة من بغداد لتحسين العلاقات مع إيران، كان الطريق الأقصر والأسرع نحو التطبيع مع إيران، في حين لا ترغب الرياض في أن تمنح سلطنة عُمان أو الكويت نقطة تفوق سياسية بالتزامن مع مقاطعتها قطر إلى جانب الإمارات والبحرين ومصر بسبب علاقتها بايران.

ولا ينفصل الموقف السعودي الجديد عن فَشل المَشروع الأميركي في سوريا الذي كانت السعودية لاعباً رئيسيًّا فيه، حيث أبلغت الأخيرة حُلفاءها في المُعارضة السورية بالقناعة الجديدة بأن رحيل الأسد أمر غير وارد حالياً. كما لا ينفصل الاتفتاح السعودي عن ملف اليمن، والذي كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد حدده كأحد أهم نقاط الخلاف مع الرياض، قائلاً إن مشكلة إيران ليست مع السعودية، بل مع سياساتها، وخاصة في اليمن.