بينما تتفاعل وسائل الاعلام مع مأساة أقلية الروهينغا المسلمة التي تتعرض للإبادة في بورما، كان لإعلام السعودية الرسمي رأياً مختلفاً.
تقرير رامي الخليل
بين ما تنشره وسائل إعلام النظام السعودي وما تعلنه الرياض، فارقٌ شاسع، في مداه آلاف القتلى من مسلمي أقلية الروهينغا الذين يتعرضون للإبادة. وفيما سلَّحت الرياض مجموعة تطلق على نفسها اسم “حركة اليقين” لقتال القوات الحكومية في ميانمار، ها هو إعلام المملكة يصف مقاتلي تلك الحركة بالمتمردين، في موقف مرتبك زاد من تعقيده ما أعلنته الرياض عن مساعيها الأممية لإدانة الانتهاكات في ميانمار.
تتعرض أقلية الروهينغا، التي تدين بالاسلام وتقطن ولاية أراكان غرب ميانمار قرب الحدود مع بنغلادش، للاضطهاد منذ عام 1948، وقد بات التطهير العرقي سياسةً رسمية لحكومة ميانمار برئاسة أون سان سو تشي منذ عام 2011، وفيما رفضت أون اعتبار ما تتعرض له الروهينغا بأنه إبادة، صعَّدت عصاباتٌ بوذيةٌ متطرفة من مستوى جرائمها بحق تلك الاقلية المسلمة.
مذابح الروهينغا التي تحصل على مرأى من العالم ويغطيها جيش وحكومة سو تشي القريبة من الغرب، دفعت بأبناء هذه الأقلية لتأسيس ما يسمى بـ”جيش إنقاذ شعب الروهينغا”، والمعروف محلياً باسم “حركة اليقين”، وهي حركة أكدت “مجموعة الأزمات الدولية” أنها تحصل على دعمها وتمويلها من السعودية.
تبنت صحيفتا “عكاظ” و”الشرق الاوسط” السعوديتين موقف حكومة ميانمار في اعتبار “حركة اليقين” مجموعة من المتمردين الارهابيين، جاء ذلك خلال تغطيتهما للأحداث الاخيرة في ولاية راخين، حيث نفذ مقاتلو الحركة هجمات على مراكز امنية حدودية، قتل على اثرها قرابة 400 شخص.
وجاءت صحيفة رداً على ما اقترفه الجيش البورمي من فظائع بحق اقلية الروهينغا المسلمة، والتي بدأت بجرائم الاغتصاب الجماعية ولم تنته بعمليات القتل والتعذيب، وفي محاولة لتحاشي تكرار هذا السيناريو، عَبَر ما لا يقل عن 73 ألفاً من مسلمي الروهينغا إلى مدينة دكا عاصمة بنغلادش، لاقى العشرات منهم حتفهم أثناء محاولتهم الهرب من بطش القوات الحكومية في ميانمار.