من بينِ المطالبِ التي قدَّمتها السعوديةُ لقطر كشرطٍ لحلِّ الخلاف، إغلاقُ وسائلِ الإعلام التي انتقدَت الرياضَ ونشرَت فضائحَ تدخُلِ الأخيرةِ في الشؤونِ الداخليةِ للدولِ الخليجية. واليوم، تتحركُ السعوديةُ نحو تكتيكاتٍ جديدةٍ في محاولةٍ لإجبارِ قطر على الخضوع.
تقرير: سناء ابراهيم
في وقت دخلت الأزمة الخليجية شهرها الرابع على تباعد بين أطرافها الذين لايزالون في مواقع المطالب واللعب بالأوراق من تحت الطاولة، تكشف ساحات الإعلام الألكتروني وخاصة الشبكة العنكبوتية عن تحولها الى ساحة جديدة للمعركة السياسية بين الدوحة والأطراف الأربعة، خاصة الجارة السعودية، اذ لعبت دوراً في اظهار شخصيات وإبراز دورها كأساس في الأزمة المستطيلة.
من الحصار الإقتصادي وصولا الى أزمة الحجاج، شغّلت الرياض ماكينتها السياسية والإعلامية ضد الدوحة، مسعّرة نيران الهجمة التي لم تتوقف عند حد منذ انطلاقتها، وخصصت لها مستشارا في الديوان الملكي ليتولى الهجمات غير المباشرة عبر موقع "تويتر"، الذي أظهر مدى تفاعله وتأثيره على مجريات الأزمة. من خلال الموقع الأزرق شنّ القحطاني عدّة هجمات لبلاده على الدوحة، واشتعلت أزمة جديدة في العالم الإفتراضي كانت امتداداً للأزمة على أرض الواقع والحصار، وذلك عند تهجم القحطاني على أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مرة، واللعب على حبل الاتهامات، في محاولات مستميتة لإشعال الشارع القطري ضد السلطة، عبر فبركة اخبار تفيد بخروج تظاهرات منددة بالسلطة الحاكمة في شوارع الدوحة، غير أن النشطاء القطريين كذّبوا القحطاني وأخباره وأكدوا وقوفهم بجانب أمير بلادهم.
موقع "ستراتفور" تحدث عن الدور الذي تلعبه الشبكة العنكبوتية ضمن الصراع الخليجي، مشيرا الى الاتهامات التي يتم تبادلها عبر الإنترنت بين الرياض والدوحة، حيث يستخدم كل من الجانبين الشبكة العنكبوتية التي تحظى بشعبية كبيرة في المملكة، وأشار الموقع الى أن فصل الواقع عن الوهم في حرب "تويتر" بين الرياض والدوحة أقل أهمية من الآثار التي ستترتب على معركتهم الإعلامية على صعيد الصراع الخليجي، واعتبر أن "تويتر" اصبح مسرحا رئيسيا في الحرب الكلامية بين الدوحة والرياض.
"ستراتفور"، بيّن أن وسائل الإعلام الاجتماعية هي سلاح جديد وقوي نسبيا للدبلوماسية، مشيرا الى أن تسخير هذه الأداة والتحكم في تداعياتها يثبتان تحديا أكبر بين السعودية وقطر.