على أعتاب دير الزور أصبحت القوات السورية وحلفائها، محققة تقدم سريع ومتواصل من أجل استعادت السيطرة على المدينة المحاصرة منذ ثلاث سنوات من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما يواصل الجيش السوري تقدمه في عمق البادية محققاً انتصارات متتالية، تشبح العيون ناحية دير الزور آخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي على الحدود مع العراق، هناك، تلوح في الأفق معركة نهاية التنظيم الذي رسم معالم الموت في المدينة على مدى ثلاث سنوات، تم تحويل الحياة فيها الى أسوأ ما يمكن أن يعاش، حيث انتشرت مشاهد الموت والقتل والابتزازات وكافة الممارسات التي جهد التنظيم الإرهابي في ترويع الأهالي من خلالها.
القوات السورية والقوات الرديفة تتقدم بشكل متواصل في البادية، حيث تمكنت من تطويق دير الزور، فيما كبّدت فرق الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة تنظيم "داعش" خسائر فادحة على محور الشولا بعد سيطرتها على بلدة غباغب شرق مدينة السخنة، حيث يتم تنفيذ عمليات نوعية متواصلة بهدف فك الحصار والوصل الى عمق دير الزور آخر معاقل التنظيم.
وبمؤازرة من الطيران الحربي الذي يشنّ غارات على مواقع التنظيم، تتقدم وحدات الجيش السوري شرق البلاد، اذ أفاد مصدر عسكري بأن قوات الجيش ستصل إلى المدينة في غضون ثمان وأربعين ساعة ، موضحا أن القوات الامنية متواجدة على بعد ما بين ثمانية عشر الى عشرين كيلومترا من أطراف المدينة. فيما أشار مصدر آخر الى أن عمليات الجيش على محور السخنة ــ دير الزور، تحقق تقدما لافتا، وتعمل على توسيع سيطرتها على امتداد الطريق، لتأمينه وتقليص المسافة باتجاه الشرق.
مراقبون أشاروا الى أن تسارع عمليات الجيش نحو دير الزور يجعل إنهاء التنظيم في معقله الأخير ضمن الحدود السورية أمراً قريباً، منبهين الى الدور الأميركي الذي قد يخرج في تحركات تتزامن مع اندحار التنظيم والقضاء عليه ضمن سوريا أو اثناء فراره باتجاه العراق، وهو الأمر الذي قد يحصل، وفق ترجيحات.
الى ذلك، يتحدث متابعون استراتيجيون عن الأهمية الجغرافية لدير الزور التي تحتدم المعارك من أجلها، فهي تحظى بموقع استراتيجي هام في المنطقة الشرقية بحكم الأهمية الاقتصادية، حيث واقع الطرق الذي يربط الحسكة بمحافظة الرقة ثم دير الزور بطريق تدمر دمشق، بالإضافة للبنية التحتية للطاقة المتواجدة داخل المحافظة.
وكانت الإدارة الأمريكية تريد خلق منطقة عازلة ممتدة من شمال الأردن عند حدود السويداء الى تدمر ودير الزور والرقة؛ وذلك من أجل عزل الحدود السورية عن العراقية، وتحقيق مآرب أميركية تخدم بلا شك أهداف "داعش"، بحسب ما يؤكد مراقبون.