يبدو أن الهدوء الذي رافق موسم الحج خليجياً لن يبق إلى ما بعد نهاية عيد الاضحى، وفيما لوحت الرياض بورقة قلب النظام في الدوحة، يرى مراقبون أن الأزمة الخليجية مقبلة على مزيد من التصعيد والتسخين.
تقرير رامي الخليل
لم يكد ينتهي موسم الحج لهذا العام حتى أعاد وزير خارجية السعودية عادل الجبير تشغيل محركات الأزمة الخليجية من جديد، وفيما تتابع قطر مسار التحدي بتدشين ميناء حمد وإعلانها التغلب على الحصار المفروض عليها، توقعت مصادر إعلامية خليجية أن تتصاعد حدة الأزمة، في سيناريو من اربع مراحل يرجح أن يبدأ تنفيذه خلال الأسابيع المقبلة.
ورأى مراقبون أن كلام الجبير عن ان الشعب القطري هو من يقرر من يحكمه، إنما يشي بأن الرياض بدأت تلوح جدياً بورقة تغيير الحكم في الدوحة، وما إعلانه استعداد دول المقاطعة لاستمرار الأزمة مع الدوحة عامين آخرين، وتركه الباب مفتوحاً أمام اتخاذ المزيد من العقوبات إلا رسالةً لأمير قطر مفادها أن التصعيد آت لا محالة، وهو أمر يعطي مزيداً من الزخم لتوقعات المصادر الإعلامية الخليجية.
وأشارت المصادر إلى أن المرحلة الاولى في سيناريو التصعيد ستكون بعمل دول المقاطعة على عقد مؤتمر للمعارضة القطرية في لندن منتصف شهر سبتمبر / أيلول، وهي تحشد شخصيات سياسية وإعلامية عربية وبريطانية لحضور المؤتمر.
تتمثل المرحلة الثانية ببذل الرياض وحلفاؤها جهوداً مكثفة لإقناع الإدارة الاميركية باستقبال الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني في واشنطن، فضلاً عن ظهوره في وسائل إعلام أميركية، ومن المعلوم بأن عبدالله هو الشخصية المرشحة لتكون بديلاً عن تميم.
المرحلة الثالثة في سيناريو التصعيد تأتي في احتمال ممارسة ضغوط على الكويت لدعوة الشيخ عبد الله بن علي لحضور القمة الخليجية المقبلة على اراضيها وإعطائه مقعد قطر، وذلك على غرار ما قامت به الحكومة القطرية في قمة الدوحة العربية في مارس / آذار 2013، عندما أعطت مقعد سوريا للمعارضة السورية.
وذكرت المصادر الخليجية أن المرحلة الرابعة والأخيرة ستكون بترتيب جولات عربية ودولية للشيخ عبد الله بن علي للقاء مسؤولين إقليميين ودوليين رفيعي المستوى، من دون أن تستبعد المصادر أن تكون مصر والبحرين والإمارات من أوائل الدول التي ربما تشملها هذه الجولة.