منذ تعيينه وليا لولي العهد، تتالت الإشارات بشأن تمهيد الطريق لتولي محمد بن سلمان الملك بدلاً من أبيه. ربما أصبح تولي العرش قريباً جداً بعد سلسة من الإخفاقات التي تنذر بالخطر وتستدعي من ابن سلمان حسم أمره سريعاً.
تقرير هبة العبدالله
لم يعد لقب الملك بعيداً عن متناول ولي العهد السعودي الذي قد يحصّله في غضون أسابيع قليلة. فبينما تستعر المعركة على السلطة في المملكة وتزداد المعارضة ضد محمد بن سلمان داخل الأسرة الحاكمة، تتصاعد التكهنات بشأن تأهيله سريعا لخلافة والده، قطعاً للطريق على كل ما يرسمه خصومه.
باعتقاد كثر، أن الأشهر القليلة الماضية جلبت الكثير من الشقاء للمملكة نظير الصراعات الداخلية المستمرة، وربما تنذر بحالة غير مريحة من عدم استقرار العائلة المالكة.
تزايدت الفوضى المقلقة لسلمان وابنه مع إقالة ولي العهد السابق محمد بن نايف نهاية يونيو / حزيران 2017 والتي كشفت عن معارضة شديدة لولي العهد الجديد داخل الحرس القديم لقوات الأمن، وبشكل أخطر داخل الحرس الوطني، وهو ما يضع توازن القوى داخل المملكة على حافة الانهيار.
خطوة تعيين الأمير الشاب في ولاية العهد كانت متوقعة، لكنها جاءت بالتزامن مع ظهور إشارات عدة على ضغوط يواجهها ابن سلمان، كعدم إحراز تقدم في حرب اليمن مثلاً، وضعف الاستراتيجية السعودية بتحقيق استقرار في سوق النفط، فضلاً عن الأزمة الخليجية وتراجع كبير في توقعات وكالات التصنيف الدولية الخاصة بنمو الناتج المحلي السعودي.
فرضت هذه القضايا تأثيراً سلبياً على منصب محمد بن سلمان، كما زادت من الضغوط المفروضة عليه كولي للعهد. وبرأي الخبير في اقتصاد الشرق الأوسط من شركة “كابيتال إيكونوميكس” جيسون توفي، أن التقارير حول مخططات السعودية للحد من خططها الإصلاحية كإعادة النظر في “برنامج التحول الوطني 2030” قد تكون أول علامة على أن قوة وتأثير ابن سلمان بدأت تضعف، وبدأت تتشكل معارضة للإصلاحات التي كانت العنوان العريض الذي عبر منه ابن سلمان الطريق من ولاية العهد الثانية إلى مركز القيادة الأول في المملكة.
وأمام كل هذه الضغوط التي يتعرض لها ابن سلمان وليا للعهد، تنتشر إشاعات عن تدهور صحة الملك سلمان، فتزداد ترجيحات تنازله قريباً عن العرش لصالح ابنه وولي عهده، بعدما سبق وألمح من دون مناسبة لفصل رئاسة الدولة عن خدمة الحرمين، بما اعتبر تمهيداً لبرنامج محتمل لتغيير كبير ومتوقع قريبا في مجال تسليم السلطة لابن سلمان.