تزامنا مع حجم الأزمة المالية وفشل الخطط الإصلاحية في تحسين الوضع الاقتصادي الذي تعانيه المملكة، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن وثيقة حكومية سرية تشير إلى أن السعودية تعمل على إعادة صياغة "رؤية 2030".
الآمال التي علقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على رؤيته 2030 وقدرتها على تمهيد العرش أمامه، سرعان ما تلاشت، بعد أن اثبتت الرؤية فشلها.
مع ارتفاع الدين العام، وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز"، عن وثيقة حكومية سرية، تؤكد عزم المملكة إعادة صياغة رؤيتها الاقتصادية.
وتحت عنوان "السعودية تعيد صياغة خطة تحول ولي العهد"، أشارت الصحيفة البريطانية إلى وجود قلق في المملكة بعد إعلان محمد بن سلمان ولياً للعهد، مؤكدة أن "رؤية 2030" التي وضعتها السعودية صعبة التحقيق.
وتتعرض خطة ولي العهد بحسب الوثيقة السرية لتحديات أهمها أن بن سلمان لا يتمتع بدعم كلي تام داخل العائلة المالكة، اذ يعتبر متهورا وعديم الخبرة. وتضيف الوثيقة أن أهداف الرؤية التي وضعت قبل عام بدأت تتغير وأن الأهداف التي روج لها بن سلمان لإصلاح الاقتصاد وإنهاء اعتماد المملكة على النفط غير واقعية.
"فايننشال تايمز" نقلت عن مستشار حكومي إقراره بأن الكثير من أهداف الخطة كانت عدوانية للغاية، وكان لها تأثير كبير على الاقتصاد. وأضاف المسؤول السعودي، أن عملية إعادة الصياغة كان أمراً مفروغاً منه، بالنظر إلى الصراع البيروقراطي وعدم شفافية المعلومات التي تنشرها الحكومة، الأمر الذي يهدد نجاح الخطط المفروض تنفيذها على أساسها.
ووفقا للوثيقة، فإن "رؤية 2030" تتعرض لانتقادات واسعة بفعل سياسة زيادة الضرائب وتخفيض الدعم، والخوف من أن تؤدي خطة الإصلاح الى إرباك الاستثمار وتكبيده مزيدا من الخسائر.
وبانتظار الإعلان عن الخطة المعدلة نهاية أكتوبر، ينتاب السعوديين القلق من المزيد من الإجراءات التقشفية وقدرة المجتمع على تقبل التغييرات بعد توديع حياة الرفاهية الى الأبد.