تكشف التقارير الإعلامية بشكل متتال عن الدور السعودي في نشر الفكر الوهابي والمتطرف في إندونيسيا، حيث عمدت المدارس الوهابية الى تجنيد الأطفال كما الكبار للقتال في صفوف التنظيم ودفعهم نحو الموت.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد أن قطعت السعودية كل الحدود ووصلت الى إندونيسيا لتزرع جذور الوهابية في أكبر كتلة إسلامية منتشرة هناك، بدأت مفاعيل الفكر التكفيري بالتمظهر بين الإندونيسيين كباراً وصغاراً، خاصة أولئك الذين مرّوا بالمدارس المدعومة أو المؤسسة من قبل الرياض، عبر المشاريع التي تحمل الطابع التجاري أو الخدماتي الذي تدّعي السعودية أنه لمساعدة الإندونسيين.
يوماً بعد آخر، تتبلور مفاعيل بصمات السلطات السعودية في بث الفكر التكفيري في مدراس المدن الإندونيسية، لتكشف عن الخطر المحدق بالأطفال والشباب الذين يريدون التعلّم، فالمدارس التي تدّعي أنها "خيرية" تبث سموم الوهابية في نفوس المتعلّمين، لتدفعهم للإنضمام الى التنظيمات "الإرهابية" ، وفق ما كشفت وكالات أنباء عالمية بينها "رويترز".
ضمن تقرير حول المدارس الإندونيسية الخاصة التي تشجع تلاميذها على الإنضمام الى صفوف التنظيمات الإرهابية، نشرت الوكالة مقتطفات من اعترافات أحد المتشددين الإندونيسيين والذي يدعى سيف الأنام، وهو يقضي العقوبة القصوى في سجن مشدد ببلاده، لارتباطه بـ"مدرسة ابن مسعود الإسلامية" إحدى المدارس السعودية هناك.
وأثناء جلسة استماع في قضيته بمحكمة في جاكارتا، أوضح المتشدد أن نجله البالغ من العمر أحد عشر عاماً، كان يتعلم في مدرسة "ابن مسعود الإسلامية" الداخلية ويذهب إلى سوريا للقتال في صفوف "داعش"، وكان الطفل قد أخبر والده برغبته بترك الدراسة والإنضمام كما أساتذته الى تنظيم "داعش" في سوريا، وهو ما حصل بالفعل عام 2015 حيث انضم الى فريق من المسلحين الفرنسيين.
وفي الأول من سبتمبر 2016 وقبل شهرين من بلوغه الثالثة عشرة، قتل في غارة جوية، وفي أعقاب الغارة أعلن "داعش" مقتل ثلاثة إندونيسيين بالقرب من مدينة جرابلس شمالي سوريا.
تقرير "رويترز" أضاء على دور "مدرسة ابن مسعود" في تجنيد إندونيسيين صغار للالتحاق بالتنظيم الإرهابي، مشيرا الى أن وثائق قضائية وأوراق رسمية ومقابلات مع مسؤولين كشفت عن الطفل حتف سيف الرسول كان واحدا من 12 فردا على الأقل من "مدرسة ابن مسعود" سافروا إلى سوريا للقتال في صفوف "داعش"، بين عامي 2013 و2016.