بعد فك الحصار عن مدينة دير الزور، الجيش السوري يفك الحصار عن مطارها العسكري، في خطواتٍ تحمل أبعاداً إستراتيجية حيوية، تمتد من دمشق إلى طهران…
تقرير عباس الزين
استكمالاً لمعارك تحرير الشرق السوري، ومحافظة دير الزور، وفي عمليةٍ نوعيةٍ ذات تأثيراتٍ عسكرية وميدانية لصالح دمشق وحلفائها، تمكنت قوات الجيش السوري والحلفاء، من فك الحصار عن مطار دير الزور العسكري.
فك الحصار عن المطار، سبقه تحرير حقل التيم النفطي والمناطق المحيطة به في محور السخنة – دير الزور، بالتزامن مع قيام الطائرات الروسية والسورية بشنِّ غارات عنيفة على مواقع "داعش" في تلال الربيعات.
إذاً، الجيش السوري وحلفاؤه، فكوا الحصار عن مطار دير الزور العسكري وحيي هرابش والطحطوح، الذي كان يفرضه تنظيم "داعش" منذ بداية العام الحالي. حصارٌ، كانت الولايات المتحدة، أبرز داعمي تنظيم "داعش" في اتمامه، من خلال غاراتٍ شنتها الطائرات الأميركية على مدى الأشهر الماضية استهدفت قوات الجيش السوري المحاصرة، هدفت الى مساعدة تنظيم "داعش" بالتقدم، لإحكام الطوق على المطار، وتمكين التنظيم الإرهابي من السيطرة عليه، إلا ان الصمود الكبير لحامية المطار، حال دون تحقيق الأهداف الاميركية، بأيادٍ "داعشية".
الإنجاز الاستراتيجي للجيش السوري في مدينة دير الزور ومطارها العسكري، دفع ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن، الى الإعلان عن بدئها عملية عسكرية تحت اسم "عاصفة الجزيرة"، للسيطرة على مناطق الجزيرة وشرق الفرات وما تبقى من ريف دير الزور، وفقاً لما أعلنه رئيس "مجلس دير الزور العسكري" المنضوي في قوات "سوريا الديموقراطية" أحمد أبو خولة، فيما تعاني تلك القوات بحسب مراقبين، من مشكلة السيطرة على مساحات واسعة تضاف إلى مناطق سيطرتها، فهي لا تمتلك العدد البشري الكافي لذلك، الى جانب أنها أضعف من أن تطلق هكذا معركة بمفردها، أو أن تحقق انتصارات عسكرية.
تحرك "قوات سوريا الديمقراطية" باتجاه شرق الفرات، جاء بإيعازٍ أميركي، في محاولةٍ للحاق بتقدم الجيش السوري على الجهة الجنوبية الغربية للفرات، لا سيما وأن تلك المنطقة، وبعد فك الحصار عن المدينة والمطار، وما سيتبع ذلك من عمليات في الميادين والبوكمال باتجاه الحدود العراقية، أضحت تشكل عمقاً استراتيجياً كبيراً لدمشق وحلفائها، كونها ممراً حيوياً بين سوريا والعراق وصولاً الى إيران، وهو أكثر ما تخشاه واشنطن، لا بل يمكن القول، إن هذا الممر الذي وصلت القوات العراقية والسورية، الى المراحل النهائية في ربطه، يعتبر إحدى الأسباب الاساسية للحرب بـ"الوكالة"، التي تخوضها واشنطن ضد البلدين.