تساءلت صحيفة "ذي ديبلومات" الأميركية عن أسباب تصعيد السعودية هجومها ضد حركة طالبان، على الرغم من الدعم التاريخي للمملكة لتلك الحركة الأفغانية.
تقرير ابراهيم العربي
في مقابلة مع صحافيين أفغان، يصف الدبلوماسي السعودي الأبرز في أفغانستان، مشاري الحربي، طالبان، بأنهم "إرهابيون مسلحون"، في إطار خطاب سعودي عدائي متزايد تجاه الحركة التي دعمتها الرياض طوال سنوات، ما يمكن تفسير باثنين من العوامل الرئيسية، بحسب صحيفة "ذي ديبلومات" الأميركية.
وفي تقرير، أشارت الصحيفة إلى أنّ السعودية تهدف أولاً، إلى ردع الجهات المانحة الخاصة في المملكة من تقديم المساعدات المالية لطالبان، في ظل مؤشرات على توجه دولي لإدانة الرياض بسبب دعمها للإرهاب. وثانياً، بهدف تقويض فعالية جهود الوساطة القطرية بين طالبان وكابول من خلال رفع الغطاء الشرعي عن حركة طالبان ككيان سياسيّ.
ويأتي الخطاب السعودي الجديد، بالتزامن مع تقديم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أغسطس الماضي، استراتيجية جديدة للولايات المتحدة هناك، تقضي خصوصاً بإرسال مزيد من الجنود وممارسة ضغط متزايد على باكستان التي دعاها إلى الكف عن إيواء "إرهابيين". وردّاً على ترامب، توعّدت "طالبان" بأنّ أفغانستان ستكون "مقبرة" للولايات المتحدة إذا لم تسحب هذه الأخيرة جنودها من أفغانستان.
صحيفة "ذي ديبلومات"، أوضحت أن الخطاب السعودي الجديد، قد يساعد الرياض في إقناع الولايات المتحدة بالضغط على قطر بشأن علاقاتها مع طالبان، وبأن السعودية شريك الولايات المتحدة الأكثر ثقة في مجلس التعاون الخليجي، آملة في أن تقنع إدانتها العدوانية لعلاقة طالبان بقطر الولايات المتحدة بتخفيض شراكتها الأمنية مع الدوحة، لصالح الحفاظ على علاقات إيجابية مع الرياض.
وعلى الرغم من أنّ قطر، استضافت مكتب اتصال طالبان في العام 2013، بهدف إجراء محادثات سلام تعيد لأفغانستان الاستقرار، وذلك بقبول من الولايات المتحدة وبريطانيا والمجتمع الدولي. إلا أنّ السعودية، سعت لمنافسة الدوحة في استضافة هذا المكتب، لكنها فشلت مرّات عديدة.
وعلى مدى السنوات الماضية، أذكى الأمراء ورجال الدين الوهابيين ورجال الأعمال السعوديين، الحرب في أفغانستان من خلال تمويل متطرفي طالبان، إذ دعمت السعودية رسمياً المهمة الأميركية في ذلك البلد، لكنها غضّت الطرف عن تمويلات خاصة، تم إرسالها لطالبان وغيرها من الجماعات المتطرفة، حتى أن المملكة أصبحت وسيطاً قوياً لا غنى عنه بالنسبة لتلك الجماعات.
المسار المزدوج الذي تتبعه الرياض في التعامل مع الصراع الأفغاني، يسمح للمسؤولين السعوديين بإنكار الدعم الرسمي لطالبان، وفي الوقت نفسه، يغضون الطرف عن التمويل السري للحركة ومجموعات متطرفة أخرى، في الوقت الحساس أميركياً وخليجياً.