انشقاقات واستقالات بالجملة من هيئة تحرير الشام التابعة لـ”جبهة النصرة” الإرهابية كان أبرزها استقالة القياديَيْن فيها عبد الله المحيسني وصالح العلياني.
تقرير ابراهيم العربي
على خلفية التسجيلات المُسربة لمكالمات بين قيادات من “هيئة تحرير الشام” أثناء الهجوم على “حركة أحرار الشام” في يوليو / تموز 2017، أعلن كِلا الإرهابيين السعوديين في “هيئة تحرير الشام”، عبدالله المحيسني ومصلح العلياني، استقالتهما من الهيئة، وفق بيان نشراه ليل الإثنين 11 سبتمبر / أيلول.
وأوضح البيان أن الاستقالة أتت بعد العجز عن معالجة “التجاوز الحاصل للّجنة الشرعية في القتال الأخير (بين “تحرير الشام” و”أحرار الشام”)، وما تمخّضت عنه التسريبات الصوتية من انتقاص صريح لحمَلة الشريعة”.
وقبل ساعات من إعلان الاستقالة، انتشر تسجيل صوتي مسرّب للقائد العسكري العام لـ”الهيئة”، أبو محمد الجولاني، خلال حديثه إلى من يسمى بـ”قائد قطاع إدلب” أبو حمزة بنش، وصف خلاله الإرهابيين السعوديين بأن عملهم محصور في “الترقيع”. ورفض الجولاني في التسجيل طلباً من أبو حمزة باعتقال عبدالله المحيسني، مبرّراً ذلك بأنه “سيزيد الأمر تعقيداً”.
عبد الله المحيسني، هو داعية سعودي من مواليد مدينة بريدة في منطقة القصيم، كان إمام جامع في مكة المكرمة، ومن ثم انتقل للإقامة في قطر. ذهب إلى سوريا في عام 2013 وبدأ نشاطه كمقاتل مستقل وقاض شرعيّ يحكم بين الفصائل المختلفة في سوريا مثل “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيتين و”أحرار الشام”، ومن ثم أصبح المفتي الشرعي لـ”جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا.
أما مصلح العلياني ويلقب بـ”أبو خالد الجزراوي”، فهو من شرعيي “جبهة النصرة”، وعضو سابق بـ”هيئة الأمر بالمعروف” السعودية، وإمام أحد جوامع الرياض. التحق بالمقاتلين في سوريا في عام 2013 وانضم إلى “جبهة النصرة”، وله العديد من الإصدارات، سواء أكانت خطباً أو أناشيد عبر موقع “يوتيوب” يكفر فيها الدول كافة.المشاركة في الضربات الجوية لضرب “داعش” والجماعات المتطرفة.
تتزامن استقالة المحيسني والعلياني مع بوادر صفقة جديدة تلوح في الأفق تُرسم بين أنقرة وطهران برعاية موسكو، فيما تبدو السعودية خارج المشهد بينما لا تزال قطر وتركيا إلى حد ما وفق المعادلات المعمول بها على الأرض، في إدلب خصوصاً.