كشفت السلطات السعودية عن وجهها الحقيقي أمام المجتمع الدولي، في ملاحقتها لصوت الشهداء، باستخدام أساليبها الانتقامية من كل صوت مطلبي أثناء حياته وبعد شهادته، اذ اقدمت القوات الأمنية اليوم الأربعاء على إحراق منزل الشهيد مرسي الربح، في خطوة انتقامية من دوره الأساسي في حراك 2011.
تؤكد المشهدية التي ترسمها قوات الأمن السعودية بشكل متتال في بلدة العوامية منذ بدء الحملة العسكرية الشرسة في العاشر من مايو الماضي، أن اهداف السلطات القضاء على الروح المطلبية في المنطقة الشرقية منذ العام 2011، تستكمل بعد أن ولّدت لها قلقا لسنين طوال.
يوم الأربعاء الثالث عشر من سبتمبر 2017، أقدمت قوات الأمن السعودية على إحراق منزل الشهيد مرسي الربح الواقع بحي الجميمة، في ساعات الصباح الأولى، بعد اقتحامه من قبل عناصر أمنية تابعة لوزارة الداخلية، وعمدت الى العبث بمحتويات المنزل وتخريبه، من ثم أضرمت النيران فيه قبيل انسحابها.
مصادر أهلية رأت أن استهداف القوات الأمنية لمنزل الشهيد الربح دليل واضح على استكمال نهجها للنيل من الشهداء في حياتهم وبعد ارتقائهم، خاصة لما يمثله الشهيد الربح من رمزية لحراك المنطقة الشرقية الذي انطلق في العام 2011، في القطيف والاحساء، وكان صوت الربح يدوّي عالياً في الصفوف الأمامية للتظاهرات السلمية التي عمّت شوارع البلدات.
في الثالث والعشرين من يونيو عام 2013، استشهد الربح الملقب بفارس الحراك مرسي ، بعد استهدافه من قبل القوات الأمنية برصاصات غادرة اخترقت جسده وسط شارع القطيف.
تؤكد مصادر أن اقتحام منزل الشهيد الربح واضرام النيران بداخله، ليس سوى مشهد من مسرحيات السلطة المتكررة في استهداف رموز الحراك، مشيرين الى أحد "أعوان" السلطة الذي تغنّى بتدمير الأحياء التي خرجت فيها تظاهرات "الشرقيين" قبل سبع سنوات، وأعرب عن روح الشماتة والتشفي بتدمير المكان الذي علت فيها صرخات الشهيد خالد اللباد المطلبية.
ولعل هذا يعد أفضل دليل على كثير من الأصوات التي باتت تردد ما تدعيه السلطة قبل وبعد الاجتياح، وتكرار سيناريوهات العائلة الحاكمة بروايات ومزاعم لتبرير العدوان العسكري لبلدة العوامية، لتبدأ بإعداد الخطابات المروّجة لروايات السلطة ضد النشطاء والمعتقلين الذين شاركوا في الحراك السلمي، في صورة تكشف الإفلاس المزري الذي تعانيه السلطات أمام المجتمع الدولي لتبرير جرائمها.