بعدما انقطعت به السبل في المملكة، قرر الصحافي جمال خاشقجي فتح القليل من صناديق ابن سلمان السوداء. وفي أول مقالاته من منفاه الاختياري في الولايات المتحدة، تحدث رئيس صحيفة “الوطن” السابق عن مملكة القمع السعودية.
تقرير رامي الخليل
بدأ الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي معركته الخاصة ضد النظام الحاكم في المملكة، ومدفوعاً بالخشية من أن تطاله موجة الاعتقالات الأخيرة، شن من منفاه الاختياري في الولايات المتحدة هجوماً لاذعاً على ولي العهد محمد بن سلمان باعتباره المسؤول عن افتتاح عهدٍ من القمع غير المسبوق في المملكة، وهو امر استدعى ردوداً عنيفة من جيش ابن سلمان الالكتروني، السياسي والإعلامي.
وفي مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية حمل عنوان “السعودية لم تكن دائماً قمعية هكذا. الوضع الآن لا يُحتمل”، تحدث خاشقجي عن “جو من الترهيب والإذلال العلني والاعتقالات ضد مفكرين ورجال دين تجرأوا على التعبير عن آرائهم في المملكة”، معتبراً أن “هكذا ممارسات بدأت مع صعود ابن سلمان إلى السلطة”.
خاشقجي الذي عمل مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل عندما كان سفيراً لبلاده لدى بريطانيا ثم الولايات المتحدة، وضع ابن سلمان في خانة “ناقضي العهود”، لافتاً إلى أن موجة الاعتقالات الاخيرة التي طالت اكثر من 30 شخصية بارزة “تتعارض مع وعود ولي العهد بالإصلاحات، وهو الذي وعد بجعل المملكة أكثرَ انفتاحاً وتسامحاً، غير أن ممارساته جاءت معاكسة، وانقلبت سلباً على شعبية ابن سلمان التي كان قد اكتسبها، وقد حظيت خطته الإصلاحية بتأييد معظم رجال الدين والكتاب وناشطو التواصل الاجتماعي الذين تم اعتقالهم”.
واستدعى كلام خاشقجي ردوداً عنيفة من إعلام ابن سلمان الذي اتهمه بـ”تلقي أموال من دولة قطر للإساءة إلى السعودية”، وهي التهمة نفسها التي وُجهت إلى المعتقلين في الفترة الأخيرة، كما اتهمته صحيفة “عاجل” الإلكترونية بـ”الإساءة إلى السعوديين ودعم الجماعات الإرهابية”.
أما الكاتب سعيد الوهابي فسخر، في مقال نشرته صحيفة “الرياض”، من انتقال خاشقجي إلى دفة المعارضة، واضعاً إياه في خانة “من يدَّعون النضال في محاولة للركوب على ظهور الجماهير”، بينما اتهمته الكاتبة السعودية رقية الأحمد بمقال نشر في صحيفة “المواطن” بـ”بيع الوطن” و”الخيانة”.