في وقت أعلنت جامعة محمد بن سعود في السعودية أنها ستقيل "متعاقدين" يشتبه في صلاتهم بجماعة "الإخوان المسلمين"، رأت وكالة غربية لأن الخطوة تعتبر تهديد في استمرار حملة الاعتقالات على المعارضين لسياسات محمد بن سلمان.
تقرير: سناء ابراهيم
على وقع الحذر والترقب يعيش السعوديون إثر موجة الاعتقالات التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان المتأهب للوصول الى سدة العرش مكان والده، اعتقالات ولّدت حالة من القلق لدى المراقبين والمتابعين ازاء ما يمكن ان تؤول إليه الأوضاع في المملكة، اذ وصفت الصحف الغربية الأوضاع في الرياض بالعصيبة.
وضمن تقرير بيّنت مجلة “إيكونوميست” أن الحالة العامة في المملكة خاصة ما يرتبط بالاعتقالات تنم عن حالة عصيبة تمر بها البلاد، ذات "الملكية المطلقة التي تفضل أن تخطط للتغييرات السياسية قبل عدة سنوات من وقوعها".
ولفتت المجلة الى أن الاعتقالات التي قيّدت العديد من الشخصيات العامة ممن لا رابط مشترك بينهم، وتم اعتقالهم لاسباب غامضة وغير معروفة، مشيرة الى أن المسؤولين السعوديين ألمحوا إلى أن الاعتقالات مرتبطة بمؤامرة أجنبية تقف وراءها جماعة "الإخوان المسلمين" وفق تعبيرهم، فيما تم وصف الحملة بأنها حملة "تطهير لمؤسسات الدولة" قبيل تولي بن سلمان سدة الحكم مكان والده.
وعلى الرغم من طموحات محمد بن سلمان الا أنه ظل غامضا بشأن السياسة، فالأحزاب السياسية ممنوعة في السعودية، وحرية التعبير مقيدة، ولم يظهر أي اهتمام لتغيير هذا الوضع، وفق تقرير "إيكونومست"، الذي أشار الى وجود شيوخ يهددون خطط الإصلاح الثقافي المفترض في الرياض إلا أنهم لا يزالون خارج الاعتقال، وذلك بسبب عدم معارضتهم لاجراءات بن سلمان.
ونقلت المجلة عن الصحافي جمال خاشقجي، الذي أشهر معارضته للسياسة السعودية، قوله: “الفرق الوحيد هو أنهم يؤمنون بالطاعة العمياء للحاكم ويرونه واجبا دينيا”، مشيرة الى أن سلمان العودة كان من زعماء الصحوة في التسعينيات من القرن الماضي، وكتب لاحقا كتابا مدح فيه الربيع العربي عام 2011، منعته السلطات، بحسب التقرير.
مراقبون أشاروا الى أنه من المتوقع الإفراج عن بعض المعتقلين، والقمع ربما لم يكن ضروريا، خاصة أنه لا معارضة واضحة ظهرت لإصلاحات 2030 الذي لم يحقق منها شيئ.