ضجت الشبكة العنكبوتية بتوجيه الانتقادات الى الرياض بعد اختطافها الطفلة اليمنية بثينة الريمي الناجية الوحيدة من غارات على فج عطان، وذلك بعد شراء عمها ودفع الرشوى له للسماح للطفلة بالذهاب الى المملكة، واستغلالها من قبل سلطات الرياض.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما يطارد الموت المحتّم أطفال اليمن المشردين والمهجرين والذين يكابدون معاناة الأمراض والمجاعة والفقر الذي ولّده العدوان السعودي على بلادهم، تسجل المملكة نوعاً جديداً من العدوان والاستهداف، عامدة الى اختطاف الاطفال واستغلالهم لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي الذي يجمع على إدانتها، ويدفع باتجاه إدراجها على اللائحة السوداء.
فجر الخميس، في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، وفي واحدة من غارات تحالف العدوان الهمجية على أبرياء لا ذنب لهم بالحرب، هطلت ثلاثة صواريخ على عمارة محمد معصار في فج عطان في صنعاء، ما أدى الى تدميره، واستشهاد ستة مواطنين من أسرة واحدة، كانت أسرة محمد الريمي، والد بثينة التي ضجّ العالم بقصتها معلنا تعاطفه معها، اثر ما تعرضت له من مأساة حرمتها من كامل أفراد أسرتها.
بثينة الناجية من الموت، لم تنجُ من أيادي آل سعود التي عمدت الى استغلال قضيتها وتحويلها الى مأساة جديدة عبر اقتلاع الطفلة من أرضها بحجج ومزاعم العلاج التي انتهت منه في احدى مستشفيات صنعاء، وتتذرع الرياض أمام المجتمع الدولي أنها تقدم العلاج لأطفال اليمن، الذين قضى منهم الآلاف بصواريخ وغارات المملكة، ما تسبب بموجة استنكارات وردود فعل غاضبة ضد السعودية، دفعتها لاستغلال بثينة.
مأساة الطفلة اليمنية "بثينة الريمي" الناجية الوحيدة من أسرتها، جمعت تعاطف العالم واهتمامه، إثر بروز صورها وهي تحاول فتح عينيها المتورمتين بأناملها الصغيرة التي تشظت من غارات السعودية، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعية بحملة تضامنية حملت عنوان "بثينة عين الإنسانية"، وأعرب العالم عن تضامنه معها، شاجباً العدوان السعودي الذي يقتل أطفال اليمن الأبرياء.
من هنا، عمدت الرياض عبر استخدام إحدى آلاتها المعتادة لتطويع العالم ورضوخه، مستغلة الفقر والمجاعة التي يعيشها اليمنيون، لتدفع له المال لعم بثينة ليوافق على إرسالها الى الرياض، بزعم استكمال العلاج. ذهبت الطفلة اليمنية غير عالمة بما يجري حولها، وبرزت ضحكاتها أمام عدسات الكاميرا التي استغلها المسؤولون في الرياض ليلتقطون الصور لها ولعمها، وينشرون عبر صفحات الإعلام، معربين عن فرحهم بوصول بثينة، أمر استفز نشطاء مواقع الشبكة العنكبوتية، معتبرين أن المملكة تستكمل عدوانها وتخطف الطفلة لتستغلها أمام العالم ومؤسساته للهروب من المحاسبة.