من أجل غض الطرف عن تجاوزاتها السياسية والإقتصادية، تلجأ السعودية إلى الإعلام الغربي خصوصاً بدفع العملة، كان آخرها الصفقة التي عقدتها الرياض مع وكالة “بلومبرغ” الدولية الإقتصادية.
تقرير ابراهيم العربي
ضمن سياسة السعودية في شراء وسائل الإعلام أو المساهمة المالية فيها وتسييسها لمصلحتها، لتعويم “رؤية 2030” لولي العهد محمد بن سلمان بالأخبار الإيجابية عنها، أعلنت المجموعة الإعلامية الدولية “بلومبرغ” توقيعها صفقة لمدة 10 سنوات مع “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” لإطلاق قناة “بلومبرغ العربية”.
ووفقاً لبيان المجموعة المنشور على موقع سوق الأسهم السعودية “تداول”، تبلغ قيمة الاتفاق 9 ملايين دولار للرخصة سنوياً. وأمام التحول الخطير والعجول الذي يرمي إليه محمد بن سلمان وفق رؤية المزعومة لمستقبل المملكة نحو العلمنة، يجد الأخير نفسه بحاجة لغطاء إعلامي قوي ومسموع يُمجّد خطوته تلك أمام الرأي العام العالمي والمحلي لمدح إجراءاته وعدم فضح سلبياتها على حساب الحقيقة.
“بلومبرغ”، هي شبكة إخبارية، أسسها سنة 1990 مايكل روبنز بلومبرغ في نيويورك، وهو رجل أعمال أميركي من أصول يهودية شرق أوروبية، وهو ما يعد مؤشراً إضافياً على التطبيع الخليجي – الإسرائيلي الجاري. أما “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق”، فتأسست في عام 1987 على يد الأخوين هشام حافظ ومحمد علي حافظ، بدعم من الملك سلمان، حينما كان أميراً لمنطقة الرياض.
الوثيقة الصادرة في 11 مايو / أيار 2009 من السفارة الأميركية، نقلت عن مصدر شَطَبَت اسمه قوله إن رجل الأعمال محمد حسين علي العمودي وهو رجل سلمان، يملك 57,7 في المئة، وهي النسبة التي تمنحه سيطرة على الورق، أما السيطرة الفعلية فنقلت الوثيقة عن صحافيين سعوديين أن المجموعة يملكها الملك سلمان.
أما العمودي، المذكور في الوثيقة، فهو في الأساس إثيوبي يمني لكنه تربى في السعودية وحصل على جنسيتها واختلطت أمواله واستثماراته بأموال واستثمارات العائلة المالكة. كان الداعم الأول بالتبرعات لمشروع سد النهضة في أثيوبيا والذي عارضته مصر، وشريكاً رئيساً في إدارة إنشاءاته. ومن المعلوم أنه واجهة للأمير ثم الملك سلمان في استثمارات بينها المجموعة المذكورة.
نجحت الرياض خلال السنوات الأخيرة في شراء العديد من أصوات السياسيين والإعلاميين في المراكز الفكرية الأميركية والأوروبية، فاعتمدت توظيف سلطة المال من أجل تجنيد المؤسسات والشخصيات عبر شراء توجهات ومواقف البعض تارة، والسيطرة على كيانات بعينها إدارياً ومالياً تارة أخرى، إضافة إلى نفوذها القوي في مجال الإعلام، ما يفسر سبب تركز بعض وسائل الإعلام الغربية على أحداث وعضها الطرف عن أحداث آخرى.