فيما تشهد سوريا الفصل الأخير من الأزمة، خرجت دعوات عربية تطالب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، على الرّغم من عدم وجود فيها ما يشجّع للعودة إليها.
تقرير ابراهيم العربي
مع انقشاع غبار الإرهاب عن سوريا، بدأت خطط إعمار البلاد تتضح رسمياً. إذ أكد وزير الخارجية السورية وليد المعلم، وفي مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” بُثّت مساء الإثنين 25 سبتمبر / أيلول 2017، أن سوريا “تشهد الفصل الأخير”، وأنّ “الأولوية في إعادة الإعمار لأصدقاء سوريا الذين وقفوا معها خلال الأزمة منذ عام 2011، حيث فرزت مواقف الدول من قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، الأصدقاء والأعداء”.
جاء كلام المعلّم بعد أيام على دعوة وزير خارجية الجزائر، عبد القادر مساهل، أثناء تَمثيله لبلاده في اجتماع الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، إلى عَودة سوريا إلى جامعة الدّول العربيّة. وهو الوزير الذي كان من بين القلائل من زُملائه الذي كَسر الحِصار وزار دمشق، ووَقفت دولته منذ بداية الأزمة إلى جانب دمشق.
وأشار المعلم إلى أنه “يجب على الدول التي تآمرت على سوريا أن تعتذر للشعب السوري على ما ارتكبته من أخطاء”. وعن إمكانية الحوار مع بعض الدول العربية والعودة إلى الجامعة العربية، اعتبر الوزير السوري أن سوريا هي “ضحية تآمر بعض العرب عليها”، وأنها “تنتظر من الآخرين بوادر حسن النية”، مشدداً على أن “الجامعة العربية كما هو الوضع القائم فيها الآن لا تغري أحداً بالعودة إليها”، ومؤكداً على أن “سوريا تريد العودة إلى جامعة عربية فاعلة وليس إلى جامعة تخرق ميثاقها بتجميد عضوية سوريا وتخرق ميثاقها بالسماح بضرب ليبيا”.
موقف وزير الخارجية السورية وليد المعلم، فضلاً عن أنّ يظهر قوة سوريا اليوم، إلاّ أنّه يختصر سنوات من عمل الجامعة منذ تشريع وجود مليون جندي أميركي على أرض الجزيرة العربيّة توطئة لغزو العراق واحتلاله، إلى إعطاء الضّوء الأخضر لبِدء قَصف حلف الناتو لليبيا وتدخّله لإطاحة النّظام فيها عام 2011، وصولاً إلى تجميد عُضوية سوريا، وإعطاء مَقعدها لما تسمى بـ”المُعارضة السوريّة” بقيادة الشيخ معاذ الخطيب في حينها أثناء القمّة العربيّة في الدوحة في عام 2013.
وقائع الدورة 148، والتي انعقدت قبل أسبوعين في القاهرة، “لا تغري أحداً بالعودة إليها” كما عبّر المعلّم، لما حملته من توتّر وتراشق للكلمات بين سفير السعودية لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد قطان، والمندوب القطري سلطان المريخي، على وقع الأزمة الخليجية المقبلة على دخول شهرها الرابع.