بخلاف الفتاوى السابقة، وفي تغير جذري بالأحكام الصادرة عنهم، أكد علماء المملكة على أهمية القرار الذي سمح بقيادة المرأة للسيارة، ما ولد غضبا شعبيا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي.
تقرير: مودة اسكندر
مخالفا لكل الفتاوى السابقة الصادرة عن علماء المملكة خلال السنوات الأخيرة، جاء الأمر الملكي للسماح للنساء بقيادات السيارات.
وفيما سارع علماء المملكة الى مخالفة كل الفتاوى السابقة المحرمة لقيادة المرأة، سرعان ما بادروا الى التأكيد على أهمية الخطوة الملكية وصوابيتها.
ما استندت عليه الرسالة الموجهة من الملك سلمان الى الداخلية السعودية، ونصها أن أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء يقولون إن أصل الحكم الإباحة، جاء مخالفا لجميع الفتاوى السابقة.
اذ سبق للمفتي العام الأسبق للمملكة عبد العزيز بن باز، ان اعتبر قيادة المرأة للسيارة، تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها، ومنها: ارتكاب المحظور. فيما اعتبر صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، أن قيادة المرأة فيها محاذير ومفاسد ومنها: أنها ستضطر إلى خلع الحجاب. وعلى المنوال نفسه، رأى محمد العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء أن من مفاسد القيادة أن المرأه تكون طليقة تذهب إلى ما شاءت، وأنها سبب لتمرد المرأة على أهلها وزوجها.
بدوره عضو هيئة كبار العلماء عبدالله المنيع، وصف دعوات قيادة المرأة للسيارة، بمحاولات التغريب والتنازل عن أمور في الشريعة.
إلا أنه وفور صدور القرار الملكي، وانقلابا على الفتاوى السابقة، باركت الهيئة الخطوة، مدعية إن الأمر الملكي جاء في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية.
ولم يقف المشايخ عند هذا الحد، بل سرعان ما شرعوا في التأكيد على أهمية القرار، اذ اعتبر عبداللطيف آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقا، أن السماح للمرأة بقيادة المركبة يساعد على الاستغناء عن السائق الأجنبي ومافيه من محاذير وسلبيات. فيما قال عضو هيئة التدريس سعد الدريهم أننا دائمًا نتخوف من الجديد وكم تخوفنا من أمور كانت عاقبتها حميدة. وفي السياق، أكد الداعية سليمان الطريفي أن المفاهيم ستتغير وسيصبح من المستنكر ركوب المرأة مع سائق أجنبي وحدهما واصفًا القرار باللحظة التاريخية.
على الصعيد الشعبي، أثار التغير في موقف الدعاة غضبا وسخرية واسعة، اذ قال مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي أنه "إذا حلّل الملك أمراً، قلتوا نعم حلال وإذا حرّم الملك أمراً ، قلتوا نعم حرام"، مطالبين بالتفسير كيف يتحول الحرام سابقا الى حلال الأن، واصفين الهيئة بهيئة كبار المنافقين وعلماءها بعلماء السلطان.