عزلُ إيران وإقصائها إقليمياً ودولياً، خطة أميركية تنفذ سعودياً، وتثبت فشلها في ظلِّ ثباتٍ إيراني على الصعد كافة.
تقرير عباس الزين
“يجب على السعودية أن تتخلى عن وهمِ إقصاء إيران”. هكذا حدد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الطريق الذي يجب على السعودية أن تسلكه، من أجل أي حديثٍ بين البلدين حول مشاكل المنطقة.
واعتبر ظريف، خلال حوار مع “مركز أبحاث الجمعية الآسيوية” في نيويورك، يوم الأربعاء 27 سبتمبر / أيلول 2017، أن “السعودية لاعب مهم جداً في المنطقة”، وشدد على أن “إيران لا تسعى إلى إقصاء السعودية”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “التوتر بين إيران السعودية يعود إلى اتخاذ قرارات خاطئة من طرف واحد”. ومن بين تلك القرارات، وفقاً لظريف، هي “طالبان” في أفغانستان، و”داعش” في العراق، و”النصرة” في سوريا.
وخلال مقابلةٍ مع قناة “الجزيرة”، يوم الخميس 28 سبتمبر / أيلول، أكد الوزير الإيراني أن بلاده “مستعدة للحديث مع السعودية حول الخلافات الإقليمية في حال أوقفت تصدير الإرهاب والأيديولوجية المتطرفة”، إذ اعتبر أن “إيران حاولت دوما فرض الاستقرار في المنطقة، لكن السعودية والإمارات قوّضتا ذلك”.
عملية إقصاءِ إيران مطلبٌ أميركي تولت السعودية مهام تنفيذه، بحيث أنها إحدى النتائج العلنية لقمة الرياض التي حصلت بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو / أيار 2017، والذي دعا في ختامها ترامب كل الدول إلى العمل من أجل “عزل” إيران.
أثبتت سياسة العزل تلك عدم جدواها مؤخراً بعد فشل الولايات المتحدة، وخلفها إسرائيل والسعودية في تقويض الاتفاق النووي، وإحداثِ أي شرخٍ بين إيران والدول الأوروبية، التي بقيت متمسكة بالاتفاق وتصدت للمحاولات الأميركية.
وفيما ترى طهران أن مشكلتها ليست مع السعودية بل مع سياساتها الخارجية، في مشهدٍ يؤكد على تعاملها مع الأخيرة ضمن أطر وقوانين احترام السيادة، تصرُّ الرياض على اتباعٍ سياساتٍ تصعيدية تشي بأن الخلاف يطال تواجد الجمهورية الإسلامية في المنطقة ونظام حكمها، وهو ما ظهر في تصريحات الملك سلمان، خلال قمة الرياض، بزعمه أن إيران مصدر المشاكل في المنطقة منذ الإمام الخميني (في عام 1979، وما تبعه من تصريح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بنيته “نقل المعركة إلى الداخل الإيراني”.