زياراتان متزامنتان لزعيمي حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” إلى الرياض لتشكيل أرضية من أجل جبهةٍ جديدة ضد رئيس الجمهورية و”حزب الله” وحلفائه.
تقرير عباس الزين
لم يمضِ شهران على زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، سامر السبهان، إلى لبنان، وتخييره اللبنانيين بين أن يكونوا مع “حزب الله” أو ضده، إلا وبدأت تظهر تبعات تلك الزيارة التي هدفت إلى تجميع حلفاء الرياض المبعثرين في لبنان.
يصل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى السعودية في مستهل جولة خارجية إلى عدد من الدول العربية والغربية تستمرّ أياماً، إلا أن تزامن زيارة جعجع مع وصول رئيس حزب “الكتائب اللبنانية”، النائب سامي الجميل، إلى جدة، تطرح تساؤلاتٍ عديدة حول التوقيت والشخصيات الزائرة وتبعات تلك الزيارات.
وعلمت صحيفة “النهار” اللبنانية من مصادر متابعة أنّ “السعودية في صدد إعادة إحياء مشهد قوى “14 آذار” من خلال اللقاءات التي ستشهدها المملكة مع القيادات اللبنانية، وسط ما يتردد عن أن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، سيشارك أيضاً في هذه اللقاءات، في حين كشفت أوساط “تيار المستقبل” لصحيفة “الأخبار” أن الحريري سيتجنب الالتحاق بالمجموعة التي ستذهب إلى السعودية، وهو لن يذهب إلى المملكة إلا رئيساً للحكومة، لا رئيساً للتيار”.
وتحدث إعلام “14 آذار” عن أن لائحة الدعوات إلى السعودية ستتوسّع وتطال “تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، غير أن وزير الداخلية، نهاد المشنوق، نفى أن يكون قد تلقّى أي دعوة لزيارة الرياض، في حين علمت صحيفة “الأخبار” أن كلاً من النائب السابق فارس سعيد والكاتب رضوان السيد سيكونان على لائحة المدعوين، إضافة إلى رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” دوري شمعون، والوزير السابق أشرف ريفي.
وفيما يشير رئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات اللبنانية”، شارل جبور، إلى أن جعجع أبدى منذ فترة رغبة بزيارة السعودية بعد شعوره بأن المنطقة متجهة نحو تغيرات، اعتبر عضو تكتل “التغيير والإصلاح”، النائب نبيل نقولا، بأن “الذين استدعوا إلى السعودية هم أنفسهم من دعموا الإرهاب في عرسال”.
ويرى مراقبون أن استدعاء السعودية بالمرحلةِ الأولى للمكون المسيحي في “14 آذار” يأتي لمواجهة رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، لا سيما بعد مواقفه الأخيرة الداعمة للمقاومة والرافضة للتوطين، إذ أن تلك الدعوات المفاجئة تأتي بحسب متابعين كمحاولة سعودية لإعادة تسخين الساحة اللبنانية.