شكل إعلان قائد قوات الدعم السريع في السودان، الفريق محمد حميدتي، عن عدد القتلى في صفوف قواته المشاركة بالعدوان في اليمن تساؤلات عن توقيته فيما عزاه البعض كمقدمة للانسحاب، ومبرراً له.
تقرير ابراهيم العربي
تدفع الخرطوم ثمن الشريان الحيوي المالي الذي يستمدّه من دول الخليج عبر مشاركته في حرب العدوان المتصاعدة في اليمن.
يشكل ضحايا السودان حطب نيران المعارك في أوج التهابها في اليمن، وشكل الرقم الذي أفصح عنه، منذ ايام، قائد قوات الدعم السريع في السودان، الفريق، محمد حميدتي، لعدد القتلى في صفوف قواته المشاركة بالحرب في اليمن، صدمة في الشارع السوداني واعتبر كبيراً، وسط تساؤلات عدة عن خلفيات هذا الإعلان، وطبيعة المواجهات التي خاضوها وأسفرت عن سقوط هذا العدد منهم.
أثار العدد الذي بلغ 412 عسكرياً، بينهم 14 ضابطاً، حفيظة المواطنين السودانيين وتساؤلاتهم عن جدوى المشاركة في تلك الحرب ضد بلد عربي مسلم، بينما رأى خبراء ومراقبون أن السودان بدأ بعملية جرد لمشاركته في الحرب عبر هذا الإعلان تمهيداً للإنسحاب منها، بعد الزج بقواته في محرقة في شمالي اليمن، بينما تم تحييده من مهام الحماية والتأمين للمنشآت الحكومية في المناطق المحررة، التي تتفرد بها دولة الإمارات.
المكاسب للسعودية والإمارات والموت للسودانيين، نتيجة طبيعة طبقاً لوجود الجنود السودانيين بنسبة أكبر من قوات الدول المشاركة الأخرى في التحالف، ما جعل فرص تعرضهم للمخاطر من جراء المعارك، كثيرة وتفوق الآخرين.
وكان رئيس اللجنة الثورية العليا لحركة "أنصار الله"، محمد علي الحوثي، قد توعد في أغسطس / آب 2017 قوات المرتزقة السودانية المشاركة في القتال باليمن بالإبادة، داعياً السودان الى الإنسحاب من قوات تحالف العدوان السعودي.
وشكّل عدوان السعودية العسكري على اليمن مصدر إذلال للمملكة في أروقة المنظمات الحقوقية والسياسية، بعد عجزها عن تحقيق أي إنتصار عسكري. وفي ضوء ذلك، لجأت الرياض إلى طلب العون على الأرض من السودان ومصر ودول إفريقية أخرى، عبر ضخ الأموال في تلك الدول إما على صور مشاريع إقتصادية أو مباشرة لزعماء تلك الدول، ما وُصف من قبل شعوبها بأنه عملية رشوة وإرتهان بإمتياز، وولّد دعوات الى وقف المتاجرة بدماء أولادهم في سوق النخاسة السعودية.