بعد فشل محاولات السعودية على مدى الأشهر السابقة في إخضاع قطر، يبدو أن سلاح القبائل الذي تشهره الرياض بوجه الدوحة، متجهٌ نحو الفشل أيضاً والإرتداد العكسي.
تقرير عباس الزين
تنتقل الرياض بين الموالين لها على وترِ تأليب القبائل بوجه الدوحة من أجل تشكيلِ حالةٍ داخلية ضاغطة على الحكم في قطر. وبعد فشل ولي العهد، محمد بن سلمان، مؤخراً في استمالة عدد من شيوخ قبيلة آل مرة ليقوموا بالإدلاء ببيان يهاجمون فيه النظام القطري، ها هو الفشل يتكرر أيضاً مع قبائل "يام" المنتشرة في دول الخليج.
دعا شيخ قبيلة العجمان، فهد بن حثلين، وهو خال ابن سلمان إلى اجتماعٍ لقبائل "يام" في مدينة الإحساء، شرق المملكة، إلا أن هذا الإجتماع الذي تخلله خلافات كبيرة فشل في بلورة خطاب ضد أمير قطر.
وفي المعلومات، فإن الدعوة لهذا الحفل القبلي كلّف بها ابن سلمان خاله ابن حثلين، حيث أنفق عليه ملايين الريالات لحشد أبناء القبائل ذات الأصول القطرية وشحن أبنائها ضد قطر، ودعوة المواطنيين القطريين المنتمين لها ببدء "الثورة" وإحداث بلبلة وأعمال شغب داخل وعلى جانب الحدود القطرية مع السعودية، تمهيداً لأي تدخلٍ عسكري.
لم يقدم اجتماع القبائل، وفق بعض الحاضرين، أي حلول من الممكن أن تطرح لحل الأزمة الخليجية، بل بدا كأنه استعراض سياسي للسعودية على حساب الدول الأخرى المحيطة بها، ومحاولة إرسال رسائل تؤكد قدرتها على تجييش القبائل ضد دولها، وهو ما لم يحدث.
وأكد مراقبون أن الاجتماع الذي اقتصرت فعالياته على أداء الرقصات التراثية واستعراض للخيول بحضور باهت، كان هدفه محاولة تنصيب شيوخ القبيلة الموالين لمحمد بن سلمان، ومن بينهم خاله فهد على حساب عشرات الشيوخ الآخرين، وهو ما سبب انقساماً كبيراً داخل الاجتماع، كانت نتيجته مشاجرات بالخناجر والسيوف بين أفرع القبيلة التي تطمع في الزعامة، بفعل الخلافات الكبيرة بين شيوخها.
بعد 4 أشهرٍ من الأزمة الخليجية، تقلصت أوراق الرياض ضد الدوحة إلى درجة باتت فيها مضطرة لاتخاذ خطوات قد تؤدي إلى الإخلال الأمني والسكاني في السعودية نفسها. ويرى المراقبون أن محاولات الرياض تجنيد أبناء القبائل المنتشرين في دول الخليج بوجه إحدى تلك الدول ستنقلب عليها مستقبلاً في ظلّ مساعي ابن سلمان إلى تحويل السعودية من مؤسسة قبلية إلى دولةٍ علمانية، الأمر الذي سيضعه في مواجهةٍ مع القبائل ذاتها التي يغذيها الآن ضد الدوحة.