تصطدم "رؤية 2030" للسعودية بخسائر الاحتياطي العام وارتفاع الدين والبطالة، على وقع تراجع أسعار النفط والعدوان على اليمن.
تقرير عباس الزين
بعد حوالي السنة ونصف على إطلاقها، تستمر "رؤية 2030" التي أعلن عنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في التخبطِ من فشلٍ الى فشل، حيث أن الرؤية القائمة على تنوع الإقتصاد السعودي، لا تزال بعيدةً عن التجاوب، بفعل تباطؤ نمو الإقتصاد غير النفطي في المملكة.
فقد ذكرت وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية الأميركية أن جهود الرياض لتنويع اقتصادها، والابتعاد عن الإيرادات النفطية كمصدر وحيد لتعزيز وضع المالية العامة، فشلت حتى الآن.
ولفتت الوكالة، في تقريرٍ، إلى أن الأرقام والبيانات الاقتصادية فس عام 2017 جاءت مخيبة لآمال صناع القرار، كما أن الأرقام ليست متماشية مع خطط السعودية لتنويع الاقتصاد، إذ أن نمو الاقتصاد غير النفطي لم يتخط أكثر من 0.6 في المئة وهو رقم ضئيل جداً مع خطط الحكومة السعودية الطموحة.
تراجع الاحتياط المالي العام للمملكة كان له الأثر الأكبر في تقويض مسار "رؤية 2030"، إذ يرى مراقبون أن ضعف نمو الاقتصاد غير النفطي يعود إلى انخفاض الإنفاق الحكومي وانخفاض الطلب الاستهلاكي، ما جعل نمو الاقتصاد غير النفطي، أمر صعب في المرحلة الحالية، بعد قيام السلطات بخفض الدعم والإنفاق الرأسمالي، بغية السيطرة على عجز الميزانية الذى بلغ نحو 15 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.
وكانت صحف رسمية سعودية قد أعلنت أن الأخيرة مولت عجز الميزانية خلال النستين الماضيتين من الاحتياطي العام، في وقتٍ كان الإحتياطي فيه يتهاوى من 346 مليار و600 مليون دولار في ديسمبر / كانون الأول 2014، إلى 164 مليار و600 مليون دولار في يوليو / تموز 2017، أي أكثر من النصف، الأمر الذي قابله ارتفاع في الدين العام من 37 مليار و900 مليون دولار، إلى 91 مليار دولار، في يونيو / حزيران 2017، منها 54 مليار و5 ملايين دولار ديون محلية، و36 مليار و5 ملايين دولار ديون خارجية.
إرتفاع معدل البطالة الى 12.8 في المئة من إجمال سكان المملكة، وفقدان الاحتياطي النقدي السعودي 74 مليار دولار خلال عام، بالتوازي مع ارتفاع الدين العام، جميعها عوامل اقتصادية، وضعت "رؤية 2030" أمام عراقيل كثيرة. وفيما يسعى ابن سلمان إلى تعويم نفسه انطلاقاً من تلك الرؤية، يبدو أن المملكة التي تعاني من انخفاض أسعار النفط وارتفاع نفقات حربها على اليمن، تداوي فشلها الاقتصادي بداءِ طموحات ولي العهد.