نشرَت صحيفةُ "جيروزاليم بوست" الإسرائيليةُ تقريراً شرَحت فيه الفوائدَ التي قد تجلبُها إلى تل أبيب زيارةُ الملكِ سلمان إلى موسكو، في ظلِّ آخرِ تطوراتِ الأوضاعِ في الشرقِ الأوسط.
تقرير ابراهيم العربي
سارع الكيان الصهيوني الى تقييم أبعاد زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى روسيا الأسبوع الماضي والتي التقى خلالها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتأثيراتها المحتملة على منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الزيارة ستكون لها امتدادات واسعة على المنطقة، وقد تحقق إسرائيل مكسباً لها لجهة الحدّ من نفوذ إيران في سورية ولبنان. كما تساءلت إن كانت موسكو ستأخذ بعين الاعتبار المخاوف السعودية والإسرائيلية من التمدد الإيراني بالمنطقة.
وتابعت الصحيفة أن أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جذرية في توازن القوى، إذ وجهّت بوصلة السياسة الخارجية للمملكة كأحد أكبر اللاعبين الإقليميين من واشنطن نحو موسكو، بعد عقود من التعاون الاستراتيجي المميز مع الولايات المتحدة.
وذكر التقرير أن الأحداث التي تشهدها سوريا وليبيا والتي تهدد المنطقة بالفوضى جعلت الرياض تغير موقفها، لا سيما إزاء الأزمة السورية، حيث اعترفت الصحيفة العبرية بأن إسرائيل والسعودية تتقاسمان مصالح مشتركة بشأن المخاوف من التهديد الإيراني بالمنطقة، لا سيما الانخراط الإيراني بسورية، ودعم حزب الله اللبناني.
وأكد التقرير أن السعودية تدرك أن الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران يبدو الآن اليد العليا في النزاع الدائر داخل سوريا وسيبقى في سدة الرئاسة، ما قد يدفع الرياض إلى تقديم تنازلات من أجل تخفيف المخاطر وتقليص الخسائر.
واعتبر كبير الباحثين في معهد الدراسات الأمنية الوطنية، يويل غوزانسكي أن الرياض، مقابل الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، جاهزة للاستثمارات في روسيا، وكذلك في إعادة إعمار سوريا، لا سيما في المناطق التي تقطن فيها الأغلبية السنية.
وتابعت الصحيفة أنه بما أن السعودية تقود ما وصفته بالمعسكر السني بالمنطقة، فإنه حسب السفير الإسرائيلي السابق بروسيا، زفي ماغين، هناك تنافس شرس وإسرائيل اختارت الاصطفاف إلى جانب السعودية ودول الخليج.
وبشأن صفقة التسليح التي أعلن عن توقيعها خلال الزيارة، وستحصل بموجبها السعودية على منظومة الدفاع الروسية "اس 400"، قال غوزانسكي، إن الصفقة قد تتطلب وقتا طويلا قبل إنجازها.