أخبار عاجلة
مصافحة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (يمين الصورة) ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية

“لغم ملف السلاح” في سكّة المصالحة الفلسطينة

شهدت العاصمة المصرية القاهرة انعقاد الجولة الأولى من مُباحثات المُصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، حالة التفاؤل المرافقة لبحث ملفات شبه وفاقية، مهددة بِلغم ملف السلاح.

تقرير رامي الخليل

يعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالاستجداء، استرجاع حقوق الفلسطينيين المغتصبة من كيان الاحتلال الاسرائيلي، وهو زرع منذ بداية الحديث عن المصالحة مع حركة “حماس” لغم تفجير عنوانه نزع سلاح المقاومة، في وقت أثارت المباركة الأميركية الإسرائيلية الضمنية لجهود المصالحه استغراب المراقبين، في ظل تحذيرات من وقوع الفلسطينيين في فخ يجري الإعداد له بمشاركة عربية ودولية، من شأنه تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.

الجولة الأولى من مُباحثات المُصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس” والتي انعقدت برعاية الاستخبارات المصرية في القاهرة، مرت بسلاسة متوقعة، خاصة أنها بحثت في قضايا الوضع الداخلي في قطاع غزة، من قبيل قضايا عقوبات السلطة الفلسطينية على القطاع والأمن والمعابر والموظفين والأمور الحياتية اليومية، وعلى رأسها ملف الكهرباء الذي يشل الحياة بشكل شبه كامل.

تزامن انعقاد الجولة الأولى من المُباحثات في القاهرة مع وصول وفد إسرائيلي إلى العاصمة المصرية، يُرجح أن يكون في إطار السعي لدفع “حماس” إلى القبول بإتمام صفقة تبادل للأسرى بوساطة مصرية، وهي خطوة ردها المحللون إلى أنها جاءت بعد التطورات الأخيرة في ملف المصالحة الفلسطينية، والتي ستخلق فرصاً للاحتلال تمكنه من تسجيل مكاسب كانت بعيدة عن متناوله عندما كانت “حماس” لا تزال محاصرة في قطاع غزة.

رأى راقبون أن حال التفاؤل بقرب التوصل لخواتيم سعيدة للمصالحة ستبدأ بالتراجع مع التعمق في بحث المواضيع الخلافية، ولا شك سيصل الطرفان إلى التصادم حين يضعان ملف السلاح على طاولة النقاش، فـ”حماس” تريده ضمانة أساساً ضد إسرائيل واعتداءاتها، فيما لا تزال “فتح” ترى أن استعادة الحقوق الفلسطينية لا يتم إلا من خلال مفاوضات مع كيان الاحتلال.

يؤكد عضو اللجنة التنفيذية في “منظمة التحرير الفلسطينية” أحمد مجدلاني أنه لا يمكن فصل التطورات التي جرت في المصالحة بين “فتح” و”حماس” عن المناخ السياسي العام، والتحركات التي تجري من قِبل بعض الدول لتحريك ملف المفاوضات السياسية بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، وهو طرح يسوغ وضع المصالحة في إطار صفقة تاريخية تنتهي بتطبيع كامل بين الدول العربية وكيان الاحتلال، وبالتالي إيجاد نهاية للصراع العربي الإسرائيلي.