جنود سعوديون مشاركون في التمرين العسكري المشترك "الريك 2" مع القوات الفرنسية

مناورات سعودية – فرنسية “جبلية”: لا توازن في الحد الجنوبي

مناوراتٌ مشتركة بين السعودية وفرنسا تبدد الوعود الفرنسية في مكافحة الإرهاب وتمويله، وتكشف التضعضع في الجيش السعودي أمام التقدم اليمني على الحدود.

تقرير عباس الزين

تستمر مناورات التمرين العسكري المشترك “الريك 2″ بين القوات البرية السعودية والقوات الفرنسية والتي بدأت منذ أيام عدة، في إطار خطة التمارين المشتركة للتدريب على التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية الجبلية.

تهدف المناروات إلى تدريب الجيشين السعودي والفرنسي على المهارات القتالية الجبلية النهارية والليلية، بحسب ما أشار قائد قوة التمرين من الجانب الفرنسي، النقيب بول شانتريل، الذي بيّن أن قواته اكتشفت تضاريس جبلية مختلفة تماماً من تلك التي تعرفها في فرنسا.

تأتي التدريبات الجبلية في وقتٍ تشهد فيه الحدود السعودية – اليمنية معارك غير مسبوقة بين الجانبين منذ أكثر من عامين. ففيما يفشل الجيش السعودي في استعادة السيطرة ولو على موقع عسكري واحد منذ بداية العمليات، يواصل اليمنيون تقدمهم في محاور عدة في اتجاه محافظات جيزان ونجران وعسير.

وبحكم الطبيعة الجبيلة الوعرة وكثافة المواقع العسكرية السعودية فيها، تأخذ المعارك الدائرة في جيزان النصيب الأكبر، حيث ضاعف الجيش السعودي من عديده وعتاده واستحدث عشرات المواقع وأنشأ المعسكرات ومراكز الحراسة الحدودية. وهو ما يشي بأن التدريبات الفرنسية – السعودية، تأتي في إطار إعادة تأهيل الجيش السعودي، لمحاولة استعادة المناطق السعودية التي خسرها وانسحب منها أمام تقدم الجيش اليمني.

الوعود التي أطلقها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال حملته الإنتخابية، لا سيما توعده السعودية بـ”مطالب كثيرة” فيما يخص تمويل الإرهاب، قد تبددت أمام صفقات الأسلحة، كونها أولوية تتقدم على باقي التفاصيل في دولٍ مثل فرنسا. وعلى الرغم من إعلان ماكرون أن مكافحة ما وصفه بـ”الإرهاب الإسلامي” “يجب أن تكون أولى أولويات الدبلوماسية الفرنسية”، وتشديده على عدم الإختيار بين السعودية وإيران، فإن باريس تحاول جاهدة تعميق تعاونها العسكري مع السعودية من خلال إزالة العقبات مع الرياض، وإرضاء الجانب السعودي، في ظلِّ منافسةٍ قوية تشهدها أسواق الأسلحة، لاستمالة السعودية، على حسابِ حقوق الإنسان، وخطط مكافحة الإرهاب.