نجاح "حزب الله" اللبناني في مواجهة الإرهاب التكفيري دفع واشنطن وتل أبيب والرياض الى تصعيد هجمتهم على قيادييه في محاولة لتقييد نجاحاته وإرباكه.
تناغم في المواقف يجمع واشنطن تل أبيب والرياض ضد "حزب الله" اللبناني بعد إسقاطه طموحاتهم في سوريا.
حكام السعودية خيروا اللبنانيين بين الوقوف في وجه الحزب أو تحمّل تبعات الوقوف إلى جانبه، تزامناً مع تهديد علني أطلقه مسؤولون في حكومة العدو الإسرائيلي، آخرهم وزير الأمن أفيغدور ليبرمان الذي وضع الجيش اللبناني وكافة مؤسسات الدولة في دائرة الاستهداف الإسرائيلي.
أما الإدارة الأميركية، فقد دعت الدول التي لم تشارك في حصار "حزب الله" إلى تبنّي سياسات التضييق عليه.
منسّق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية ، نيثان سيلز، اعتبر أنه لا يوجد فرق بين الجناحين العسكري والسياسي في الحزب في إشارة الى التمييز الذي يعتمده الاتحاد الأوروبي في تعاطيه مع الحزب اللبناني.
وكان دبلوماسيون أوروبيون قد أكّدوا لمسؤولين لبنانيين أن واشنطن تطالب الدول الأوروبية بالمشاركة في محاصرة "حزب الله"، على المستويين الاقتصادي والسياسي.
كلام سيلز أتى في سياق إعلان جائزة مالية قدرها 12 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن اثنين من قادة المقاومة في لبنان هما طلال حمية وفؤاد شكر.
السلطات الأميركية زعمت أن القيادي طلال حمية مرتبط بعدة هجمات إرهابية، وعمليات خطف، استهدفت مواطنين أميركيين.
أما القيادي فؤاد شكر، فاعتبره الأميركيون قياديا عسكريا كبيرا بجنوب لبنان، وعضوا في أرفع تشكيل عسكري في الحزب، وهو المجلس الجهادي.
وأعلنت واشنطن عن مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تسهم في تحديد موقع وجود حمية واعتقاله و5 ملايين دولار مقابل معلومات تسفر عن تحديد موقع وجود شكر واعتقاله.
يشار الى أن المكافآت الأميركية هي الأولى بخصوص أعضاء في "حزب الله" منذ عشر سنوات.
هذا وتصنف الولايات المتحدة، وكذلك إسرائيل والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، "حزب الله" اللبناني على قوائهما للإرهاب، وتصر الإدارة الأمريكية الحالية إدراجه كذلك في لائحة مجلس الأمن الدولي للتنظيمات الإرهابية.