تطرق تقرير نشره موقع "غلوبال ريسرش" الى مسألة السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات، وهو الأمر الذي اعتبره التقرير يشكل خطرا على بنية التحالف بين آل سعود وأتباع محمد بن عبد الوهاب، ويفتح الباب أمام بداية تقسيم المملكة الى إمارات.
نشر موقع "جلوبال ريسيرش" تقريرا أشار فيه الى أن السماح للنساء بالقيادة سيوصل المملكة الى مرحلة الإنهيار والتقسيم.
الموقع شدد على إن النظام السعودي هو أقل من الديكتاتورية الاستبدادية، ويميل أكثر إلى كونه سلطة استبدادية مقسمة بين رجال الحكم ورجال الدين. فالتحالف بين آل سعود وأتباع محمد بن عبد الوهاب هو الأساس السياسي للمملكة.
هذا الترتيب كان مستقرا حتى قرر ولي العهد محمد بن سلمان إنفاذ مبادرته "رؤية 2030"، التي يرى فيها رجال الدين انتزاعا للسلطة بحكم الأمر الواقع، وانقلابا ناعما من قبل النظام الملكي على الاتفاق الضمني مع رجال الدين.
ولطالما حذر المحافظون في السعودية من أن السماح للنساء بالقيادة سيكون تطورا خطيرا جد،ا بحجة أن ذلك سوف يقود إلى تحلل المجتمع وانتشار الفجور.
الموقع يشير الى أن رجال الدين لم يعلنوا رفضهم علانية لخطوات بن سلمان التي تحد من نفوذهم خوفا من الاعتقال، فمعظم هؤلاء الشيوخ يعتقدون أن مبادرة ولي العهد حرام بموجب الشريعة الإسلامية.
الموقع يذكر انه تحت ذريعة الحرام حشد شيوخ الوهابية لشن الحروب في العراق واليمن، لذلك يتوقع أن يحدث شيء مشابه ضد النظام السعودي، إذا لم تتمكن المملكة من السيطرة على ردود فعل رجال الدين الوهابيين.
ما يفسر حملة الاعتقالات الأخيرة ضد بعض الزعماء الدينيين، التي جاءت بأوامر بن سلمان تحسبا من أي ردة فعل.
الموقع يشير الى محاولة الولايات المتحدة الأميركية بلقنة شبه الجزيرة العربية في مجموعة من الإمارات، معتبرا أن النموذج الإماراتي يمكن تكراره في مملكة بلقانية سعودية.
فإطلاق الفوضى المحسوبة في المملكة هو جزء من خطط الولايات المتحدة لإعادة هيكلة جيوسياسية لما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، على غرار نظام هجين إماراتي الشكل.
ولا يمكن أن يحدث ذلك طالما بقيت السعودية موحدة، فمصلحة الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميين في تقسيمها، وهو سيناريو قد يحاولون تحقيقه من خلال الإستفادة من معارضة رجال الدين الوهابيين لمرسوم المملكة الأخير الذي يسمح للمرأة بالقيادة ومع ظهور أي احتجاجات مناهضة للحكومة بقيادة رجال الدين الوهابيين، ستكون إشارة إلى أن الولايات المتحدة شرعت في عملية تغيير النظام في الرياض يختم التقرير.