باريس (رويترز) – ربما تريد دول عربية تولي دورها في قيادة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لكن الانتقادات اللاذعة التي وجهتها مصر للمرشح القطري المنافس خلال التصويت تسلط الضوء على التقلبات الجيوسياسية التي تعطل عمل المنظمة الثقافية للأمم المتحدة.
حمد بن عبد العزيز الكواري مرشح قطر لرئاسة اليونسكو في باريس يوم الأربعاء. تصوير: تشارلز بلاتياو – رويترز
والمنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها معنية بتسمية مواقع التراث العالمي مثل مدينة تدمر القديمة في سوريا ومتنزه جراند كانيون الوطني، لكنها تعاني من أجل ترسيخ مكانتها فيما تواجه عقبات بسبب الخصومات الإقليمية ونقص الأموال.
وبعد يومين من الاقتراع السري الذي يمكن أن يستمر حتى يوم الجمعة، يقود حمد بن عبد العزيز الكواري السباق متفوقا على الفرنسية أودري أزولاي والمصرية مشيرة خطاب. وخلف هؤلاء ثلاثة مرشحين بينهم لبنانية.
ويعود الخلاف بين قطر ومصر إلى الأزمة التي تشمل هذه الدولة الخليجية ودولا خليجية عربية أخرى قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر بعد اتهامها برعاية جماعات إسلامية متشددة وهو ما تنفيه الدوحة.
وقال سفير باليونسكو ”النزاع محتدم منذ عدة أشهر لكن ما نراه مع المرشحين العرب هو أنهم منقسمون بشدة. بعض المشاحنات شرسة للغاية“.
ولم تتوان مصر، التي انضمت أيضا لمقاطعة قطر، عن التعبير بوضوح عن مشاعرها تجاه قطر.
وفي مقابلة مع صحيفة (إيجبت توداي) أعاد المتحدث باسم الخارجية نشرها في صفحته على تويتر قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن قطر تستخدم سلطتها المالية للتأثير على المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يضم 58 عضوا.
ونقلت الصحيفة عنه قوله عندما سئل عن شعار حملة المرشح القطري ”هذه منظمة مملوكة للمجتمع الدولي ولا يمكن بيعها لدولة أو فرد بعينه“.
ورفض دبلوماسي في السفارة القطرية في باريس التعليق. كما رفض مسؤول قطري في مقر اليونسكو التعليق على الفور.
وكانت أول رسالة للمرشحة المصرية على تويتر في ثلاثة أشهر هي إعادة نشر مقال في الصحافة الإسرائيلية بعنوان ”إسرائيل تتحسر على الانتصار القطري الواضح في التصويت على قيادة اليونسكو“.
ولم يصدر رد فعل حتى الآن من المرشح القطري الكواري على المزاعم المصرية ونشر تغريدة يوم الأربعاء بها رابط لمقال عنوانه ”الكواري بصدد تولي قيادة اليونسكو“.
ويستمر التصويت لخمس جولات بحد أقصى. وإذا تعادل المرشحان اللذان وصلا للتصفيات النهائية فسيحسم السباق بالقرعة.
وقال دبلوماسي أوروبي ”يراودك انطباع بأن البعض يمارس لعبة سياسية ويخوض المنافسة بهدف نيل المنصب بدلا من أن يكون راغبا بشكل فعلي في تأمين مستقبل المنظمة“.