تتفاقم معاناة أطفال اليمن يوماً تلو آخر، فبعد الأوبئة والأمراض التي فتكت بهم، تسبب العدوان السعودي على بلادهم، بحرمان ما يقارب 4 ملايين ونصف مليون طفل من التعليم.
بعد أكثر من عامين ونصف العام من العدوان على اليمن، تتكشف المعاناة الانسانية والاجتماعية بحق اليمنيين كباراً وصغاراً، وبعد انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعة، بدأت المنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر في القطاع التعليمي والقطاع الصحي، إثر عدم حصول المعلمين والأطباء على رواتبهم، ما يدفع بالقطاعين نحو المجهول في ظل استمرار العدوان على البلاد.
“الجهود الإنسانية الجارية لا تتعدّى كونها نقطة في محيط المعاناة التي يعيشها اليمن. لقد آن الأوان لأن يضع أطراف النزاع رفاه الأطفال في المرتبة الأولى”، بهذه الكلمات ناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، المنظمات الدولية ودول العدوان للإلتفات الى الأوضاع التعليمية والصحية في البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ أكثر من عامين ونصف العام، مشيرة الى أن قرابة 166 ألفا من المعلمين و30 ألفاً من الأطباء والعاملين الصحيين المحليين في العاصمة صنعاء وبقية المناطق، لا يزالون بدون رواتب، وذلك بسبب الحصار الذي تفرضه دول العدوان خاصة السعودية على اليمن ومرافقه البحرية.
المدير الإقليمي “لليونيسيف” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابالاري، أكد أن موضوع تعليم 4 ملايين و500 ألف طفل يمني بات على المحك، ما يضيف صعوبة أخرى إلى قائمة طويلة من المصاعب المريرة التي يتحمّلها الأطفال اليمنيون، مشيرا الى أن ثلاثة أرباع المدرّسين لم يتلقّوا رواتبهم منذ ما يقرب من سنة كاملة، كما لقت إلى أن العنف أدّى إلى إغلاق واحدة من كل 10 مدارس في مختلف أنحاء البلد.
وفيما تفتح المدارس أبوابها عادةً في الأول من سبتمبر، لا تزال مدارس اليمن مغلقة، وفق “اليونيسف”، التي أوضحت أن العام الدراسي تأجّل عدّة مرات بسبب أزمة الرواتب، وتم حرمان الأطفال فرصة تنمية قدراتهم وبناء علاقات سليمة، كاشفة عن وجود نقص كبير في الكتب المدرسية والمواد الدراسية الأخرى.
يشار الى أن همجية العدوان السعودي أدّت الى تدمير 1600 مدرسة بشكل جزئي أو كلّي، فيما استخدمت 170 مدرسة لأغراض عسكرية أو كمأوى للعائلات النازحة، وهناك ما يقدّر بمليوني طفل منقطعون عن المدرسة.