وسط تكهنات بالخطوات المتلاحقة للملك سلمان بن عبدالعزيز لتسليم نجله محمد سدة الحكم في حياته، تساءل الباحث الأميركي “سايمون هندرسون” عن مخططات سلمان وخطواته لتسليم نجله، بالنظر الى المعارضة التي قد يلقاها.
فيما تعيش عائلة آل سعود في المملكة حالة من الترقب والخوف إثر ما تشهده أروقة الحكم من تغييرات متسارعة، خاصة منذ إنقلاب محمد بن سلمان على ابن عمه محمد بن نايف، والاجراءات المتلاحقة التي شهدتها البلاد، سلّط مدير “برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن” سايمون هندرسون، الضوء على تغييرات رموز الحكم في عائلة آل سعود وكيف اختار الملك سلمان خطواته المنسّقة لتمكين أولاده من بسط نفوذهم على السلطة، بعد مباركته لعزل ابن أخيه محمد بن نايف.
وتحت عنوان “انتقال العرش السعودي: لماذا، ماذا، ومتى؟”، أورد “معهد واشنطن” تقريراً أوضح خلاله هندرسون كيفية انتقال الحكم بين عائلة آل سعود منذ بسط سيطرتهم على البلاد، وصولاً الى خطوات الملك سلمان في تنصيب نجله محمد وليا للعهد، اذ اعتبر هندرسون أن “تخلي سلمان عن العرش بدأ لكن مع الحفاظ على لقب خادم الحرمين الشريفين”، مشيرا الى سعي الملك لتعيين ابنه محمد في منصب رئيس الوزراء، الذي يشغله الملك حالياً، ولكن هذه المسألة اليوم حساسة، على الرغم من توصيف محمد بأنه الوصي على العرش في غياب والده.
ويرى هندرسون أنه بعد وفاة الملك سلمان سيصبح نجله محمد ملكاً بصفته الآن وليا للعهد، ولكن هذا الامر مشروط بإقرار كبار أفراد آل سعود، الذين يجب أن يبايعوه، مستدركا بالإشارة الى أن الانشقاقات داخل العائلة المالكة التي تمّ تداولها قد تدفع ببعض الشخصيات إلى تحدي سلطته الجديدة.
و نقل التقرير عن صحيفة “نيويورك تايمز” الاشارة الى أن محمد بن نايف لم يتخلَ عن منصبه ولم يعلن ولاءه لمحمد بن سلمان إلا بعد حرمانه من النوم والأدوية؛ وتردّد أنه لا يزال مسجوناً في قصره حتى اليوم، كما أن هناك خصم محتمل آخر هو متعب بن عبدالله، ابن الملك السابق ورئيس “الحرس الوطني”، وهذا الأخير يشكّل قوة عسكرية كبيرة في حال نشوب نزاع على الخلافة.
وخلص هندرسون الى أنه بغض النظر عن العقبات الداخلية، يبدو أن عملية تسليم العرش إلى محمد بن سلمان أصبحت راسخة أساساً، ويتمثل السؤال الرئيسي في موعد إتمام ذلك، على الرغم أن الأعمال الداخلية لبيت آل سعود هي عامل الحكم النهائي، فقد تكون عوامل السياسة الداخلية والخارجية مهمة أيضاً.