فلسطين المحتلة / أ ف ب / نبأ – يتحدث محللون ومسؤولون إسرائيليون عن تنسيق وتقدم في العلاقات بين دول عربية وأبرزها السعودية وإسرائيل، ويتوقعون أن يظهر بعضها، لا سيما مع دول الخليج، بشكل مضطرد إلى العلن، على قاعدة أن ما يجمع الطرفين هو العداء المشترك لإيران.
وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في السادس من أيلول/سبتمبر ان هناك تعاوناً على مختلف المستويات مع دول عربية لا توجد بينها وبين اسرائيل اتفاقات سلام، موضحا ان هذه الاتصالات تجري بصورة غير معلنة، وهي أوسع نطاقا من تلك التي جرت في اي حقبة سابقة من تاريخ اسرائيل.
وأكد مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه لوكالة “فرانس برس” أن الأمير من البلاط الملكي السعودي الذي زار تل أبيب سراً في سبتمبر / أيلول 2017 هو “ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
وكانت الإذاعة الاسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية قد ذكرت في 7 أيلول / سبتمبر أن “الأمير” بحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الامام”.
كما أكد الصحافي الإسرائيلي أرييل كهانا، الذي يعمل في أسبوعية “ماكور ريشون” (وتعني بالعربية “المصدر الاول”) اليمينية القومية، في تدوينة على موقع “تويتر” في أيلول/سبتمبر، أن ابن سلمان “زار إسرائيل مع وفد رسمي والتقى مسؤولين”.
وقد تؤشر مسارعة كل من السعودية وإسرائيل أخيرا إلى الترحيب برفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي وفرضه عقوبات جديدة عليها، إلى التقاء المصالح هذا.
وتوقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل أيام عند هذا الموضوع، قائلاً: “عندما تكون لإسرائيل والدول العربية الرئيسة رؤية واحدة، لا بدّ من التنبّه، هذا يعني أن هناك شيئا مهما يحصل”. ويقول وزير الاتصالات في حكومة نتانياهو أيوب قرا، لـ”فرانس برس”، إن هناك “عدداً كبيرا من الدول العربية تربطها علاقات بإسرائيل بشكل او بآخر، تبدأ من مصر والأردن (المرتبطتين بمعاهدتي سلام مع الدولة العبرية) وتشمل السعودية ودول الخليج وشمال افريقيا وقسما من العراق. وتشترك هذه الدول مع إسرائيل في الخشية من ايران”.
كما يشير إلى وجود روابط مشتركة بين إسرائيل وهذه الدول في مجال التكنولوجيا وفي مجالات تحلية مياه البحر والزراعة. ويرى قرا أن “أغلب دول الخليج مهيئة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة مع إسرائيل، لأنها تشعر أنها مهددة من إيران وليس من إسرائيل”.
لكنه يضيف أن “العلاقات بين الائتلاف السعودي السني وإسرائيل تحت الرادار. ليست علنية، بسبب ثقافة شرق أوسطية حساسة” في هذا الموضوع. ويؤكد قرا ان ترامب أثار معه خلال زيارته الى اسرائيل فكرة عقد “قمة تجمع اسرائيل مع الدول العربية في واشنطن”.
إذن، فالعلاقات الإسرائيلية السعودية تنمو، وبدوره يؤكد البروفسور عوزي رابي المتخصص في الشؤون السعودية والمحاضر في جامعة تل ابيب أنه “منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة، وزيارته إلى الرياض في أيار/مايو (2017، التي تلتها زيارة إلى إسرائيل)، حصل دفع لعلاقات ولقاءات بين الاسرائيلين والسعوديين وعمل على التعاون”.
ويضيف “هناك الآن سعوديون يلتقون إسرائيليين في كل مكان، هناك علاقات وظائفية مبنية على مصالح مشتركة بين إسرائيل والسعودية مثل العداء المشترك لإيران و”داعش”.
لكن في المرحلة الحالية، يقتصر الحديث عن هذه العلاقات والاتصالات على الجانب الإسرائيلي الذي لطالما وجد مصلحة له في الترويج لتقارب مع العرب لأسباب عديدة، لعل ابرزها إضعاف موقف الفلسطينيين في التفاوض مع الدولة العبرية.
وكشف وزير الدفاع الاسرائيلي السابق موشي يعالون في حزيران /يونيو 2017 أنه شارك في قمة سرية مع دول عربية “معتدلة” في مدينة العقبة في الأردن قبل عام ونصف. وكان من بين المشاركين، إلى جانب نتانياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري، مسؤولون عرب آخرون.
وقال يعالون “يوجد معسكر سني يجد نفسه في سفينة واحدة معنا”، مؤكداً أن المجتمعين “لم يبدوا اهتماماً بالقضية الفلسطينية”.