أخبار عاجلة
وافقت الحكومة السويسرية على تمثيل المصالح الديبلوماسية لكلا البلدين

العلاقات السعودية – الإيرانية نحو الجمود: سويسرا تتولى تمثيل مصالح البلدين

تتولى سويسرا تمثيل مصالح السعودية وإيران في كلا البلدين، في ظلِّ إفشال الرياض جميع وساطات تخفيف التوتر بين الجانبين.

تقرير عباس الزين

لا عودة للسفراء أو تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية والسعودية، هذا ما تأكده موافقة سويسرا على تمثيل المصالح الديبلوماسية لكلا البلدين.

وافقت الحكومة السويسرية على اتفاق بين السعودية وإيران يقضي بأن تمثل السفارة السويسرية في الرياض المصالح الإيرانية في السعودية، وأن تتكفل السفارة السويسرية في طهران برعاية المصالح السعودية في إيران.

وأوضحت الحكومة السويسرية، في بيان، أن لسويسرا تاريخ طويل في تمثيل المصالح الأجنبية بما يشمل الخدمات القنصلية الجزئية، وفي بعض الأحيان المهام الديبلوماسية في الدول التي قطعت العلاقات فيما بينهما إذا طلبت الدول المعنية ذلك.

البيان الذي شدد على أن الخطوة جاءت بعد اتفاق أبرم بين الدولتين عقب قبول المساعي السويسرية لحماية مصالح الدولتين، يشكل أهم تطور في العلاقات بين طهران والرياض بعد قطع العلاقات بين السعودية وإيران في يناير / كانون الثاني 2016.

وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كان أعلن في أغسطس / آب 2017 عن زياراتٍ سيجريها دبلوماسيون من كِلا الجانبين، بهدف تفقّد السفارات المُغلقة، وهو ما يفسّر إعلان وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء 25 أكتوبر / تشرين الأول 2017، بالتزامن مع الخطوة السويسرية، بأن وفداً دبلوماسيا إيرانياً سيزور مدينة جدة السعودية، لافتتاح مكتب لرعاية المصالح الإيرانية هناك.

في الأشهر الماضية، برزت مؤشرات على احتمال حدوث تحسن في العلاقات بين الرياض وطهران، فقد جرى تمكين دبلوماسيين إيرانيين من دخول المملكة بالتزامن مع أداء الحجاج الإيرانيين مناسك الحج، بيد أن السعودية ماضية في الاستراتيجية الأميركية الهادفة إلى عزلِ إيران، والتي أعلن عنها خطاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال قمة الرياض في مايو / أيار 2017.

وفي ظل هذه الاستراتيجية ضد إيران، تحاول السعودية المحافظةِ على “دبلوماسية الحج” مع طهران، لأهدافٍ مرتبطة بـ”رؤية 2030″ الاقتصادية، والاستفادة من إيرادات الحجاج الإيرانيين، الى جانب الإتهامات التي وجهت إليها بتسييس الحج من دول إسلامية عدة.

تقطع السعودية الطريق على أي محاولةٍ لتخفيف التوتر مع طهران وإعادة العلاقات الرسمية معها، وهو ما ظهر في إفشالها جميع الوساطات العُمانية والكويتية المتكررة، فأخيراً الوساطة العراقية، إلى جانبِ تصعيدها المستمر ضد النظامِ في إيران وتهديدها العلني بـ”نقل المعركة إلى الداخل الإيراني”، في حين تصرّح الأخيرة انطلاقاً من الوقائع السياسية بأن مشكلتها ليست مع السعودية بل مع سياساتها في المنطقة.