أخبار عاجلة

مشروع “نيوم” بين مطرقة خسائر الاقتصاد وسندان التطبيع مع تل أبيب

يكشف مشروع “نيوم” الذي أطلقه محمد بن سلمان عن توجه الأخير لمفاقمة التراجع الاقتصادي، والعمل على توسيع رقعة التطبيع المنغمسة به المملكة مع كيان الاحتلال تارة أخرى.

تقرير: سناء ابراهيم

 فيما يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى التغطية على الفشل المتتالي الذي تتكبّده بلاده بسبب خططه المتهورة، وما يتولّد عنها من خسائر فادحة تقضّ عصب الاقتصاد، يندفع الأمير الشاب نحو خطط جديدة في عالم الطاقة، تحمل ملامح إبهار اقتصادي من جهة، ومحاولة للتطبيع مع كيان الاحتلال واقحامه في مشاريع اقتصادية ضخمة مع السعودية من جهة ثانية، وذلك من خلال إطلاق مشروع مدينة “نيوم”، ضمن “رؤية 2030” التي يلاحقها الفشل منذ انطلاقتها.

“السعودية تخطط لبناء مدينة مستقبلية للمبتكرين”، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تقريرا أضاءت فيه على إعلان بن سلمان عن خطط لبناء مدينة مستقبلية اعتمادا على مصادر بديلة للطاقة، وتبلغ قيمة المشروع 500 مليار دولار، يتم تمويله من خلال صندوق الثروة السيادية والحكومة السعودية ومجموعة من المستثمرين من القطاعين الخاص والعام، وهو ما يشكّل قلقاٌ لدى السعوديين، بعد الأزمات الاقتصادية التي تعانيها البلاد، وارتفاع نسب البطالة، والعجز في الموازنة، الأمر الذي يهدد باستنزاف خزينة الدولة المنهكة اقتصاديا والمهددة سياسيا.

“واشنطن بوست”، رأت أن مخطط الإصلاح في الرياض قد تأخر كثيرا بالنسبة للعديد من الأسر السعودية المتوسطة والمنخفضة الدخل، حيث يشغل معظم السعوديون وظائف حكومية، يبلغ حجم انفاقها نصف الانفاق الحكومي، وكجزء من “رؤية 2030″، تخطط الحكومة لتقليص القوى العاملة في القطاع العام بنحو 20٪ مع ضمان وجود فرص عمل كافية في القطاع الخاص لمواكبة الطلب، وفق ادعاءاتها.

لكن مشروع “نيوم”، الذي أعلنه ابن سلمان وقيل انه بالمشاركة مع مصر والأردن، لم يتم ذكره من هذه البلدان، إذ عادة ما يصاحب مشروعا بهذه الضخامة بيانات مشتركة قبل الإعلان عنه، وهو ما يطرح علامات استفهام، اذ أنه وحسب الخطة التي أعلنت فإن المشروع يحتاج إلى انشاء جسر بين السعودية ومصر، وهذا يحتاج إلى موافقة كيان الاحتلال “الإسرائيلي”، اذ يمر بالمنطقة المحتلة على البحر الأحمر، من هنا، يتساءل محللون عما اذا كان مشروع المنطقة الصناعية العملاق جزء من خطة مستقبلية لدمج “إسرائيل” داخل المنظومة الاقتصادية والسياحية للسعودية من خلال البحر الأحمر، وفق تقرير لوكالة “بلومبيرغ”.