ضمن زياراته الإقليمية، وصل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى إيران، في وقتٍ بدأ فيه الجيش العراقي عملية عسكرية لتحرير آخر معاقل “داعش” في العراق.
تقرير عباس الزين
قادماً من تركيا، بدأ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لقاءاته في الجمهورية الإسلامية، يوم الخميس 26 أكتوبر / تشرين الأول 2017، مستهلاً الزيارة باجتماع مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، السيد علي خامنئي.
وأشار السيد الخامنئي إلى جهود الحكومة العراقية المرتبطة بمحاولة تعزيز علاقاتها مع دول الجوار، وحذّر الخامنئي العبادي من “المكر الأميركي”، داعياً إياه إلى عدم الثقة بواشنطن، واصفاً في الوقت ذاته العراق بـ”الهام والمؤثر من بين دول المنطقة العربية”.
وفي الوقت الذي تقترح فيه أربيل تجميد نتائج الاستفتاء كبادرة لبدء حوار، قال العبادي، خلال استقباله من قبل نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، إنه لن يقبل إلا “بإلغاء الاستفتاء الذي أجري في إقليم كردستان العراق والالتزام بالدستور” كشرط لاستئناف الحوار.
بدوره لفت الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال استقباله للعبادي، إلى أن ايران تعتبر أمن العراق جزءاً من أمنها وأمن المنطقة، منوهاً إلى أن إيران لا ترغب أبداً في فرض سلطتها على المنطقة بل تدعم الأمن وتحارب الإرهاب.
تحمل الزيارة الثانية للعبادي إلى طهران خلال السنة الحالية، أهمية خاصة، بما أنها تأتي بعد زيارة رئيس الحكومة العراقية، إلى الرياض، تشكيل مجلس تنسيق عراقي سعودي برعاية أميركية.
على الرغم من أن المجلس يدخل ضمن الاستراتيجية الأميركية، لعزل إيران انطلاقاً من العراق، لم يبد المسؤولون في إيران قلقاً بالغاً من هذا المجلس التنسيقي، وفق ما يؤكده متابعون، إذ أن طهران تراهن على نقاط التقاطع العديدة مع بغداد، والتي تعتبرها استراتيجية.
ونقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن مصادر عراقية أن العبادي ينوي زيارة سوريا قريباً “في إطار مشروع عراقي لحل أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار فيها”. وقبل زيارته طهران، قال العبادي لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إنه لا يسمح بأن يصبح العراق ساحة لصراع أميركا وإيران.
وتأتي زيارة العبادي إلى طهران بالتزامن مع بدء قوات الجيش العراقي و”الحشد الشعبي”، عملية لاستعادة بلدتي راوة والقائم، آخر معاقل تنظيم “داعش الإرهابي” في العراق.