اعتبر الباحث الأميركي، أندريه كوريبكو، أن السعودية ستعترف بالكيان الإسرائيلي في المستقبل القريب، مشددا على أن مشروع مدينة “نيوم” الاستثماري لا يمكن أن تقوم له قائمة دون الشراكة مع تل أبيب.
يبدو أن العداء لإيران ليس السبب الوحيد لزحف السعودية نحو التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. مشروم “نيوم” الاستثماري بات سببا رئيسيا لذلك، لا بل سيكون بوابة الاعتراف بإسرائيل، كدولة.
الباحث الأميركي، أندريه كوريبكو، أشار في مقال له نشر في “أورينتال ريفيو”،إلى أن السعودية ستعترف بكيان الاحتلال في المستقبل القريب في حال تمكن ولي العهد، محمد بن سلمان، من كسب المواجهة التي يخوضها مع المؤسسة الدينية في المملكة.
تقارب ابن سلمان مع تل أبيب لا يهدف فقط، بحسب الكاتب الأميركي، إلى مواجهة العدو الإيراني المشترك لكلا الطرفين أو لإظهار مدى جدية التغييرات التي تشهدها السعودية، ولكن لأن مشروع مدينة “نيوم” الاستثماري في خليج العقبة على البحر الأحمر، الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي، لا يمكن أن تقوم له قائمة دون الشراكة مع الكيان الإسرائيلي.
الصين وروسيا، أبرز المستثمرين المحتملين في المشروع السعودي، المتوقع أن تبلغ تكلفته 500 مليار دولار، ترغبان بإشراك تل أبيب أيضا، من أجل تأمين خط آخر عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة، يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، بعيداً عن قناة السويس المصرية، وللاستفادة من خطة إسرائيلية مقترحة لإقامة شبكة قطارات من البحر الأحمر إلى المتوسط.
يرى كوريبكو أنه في حال لم تعترف السعودية بـ”إسرائيل”، فإن مشروع مدينة ابن سلمان سيفقد دلالته الاستراتيجية في النظام العالمي، وبالتالي سيخسر جاذبيته للمستثمرين الكبار، كالصين وروسيا، وسينتج عن هذا الفشل انهيار استراتيجيته للعام 2030.
ويرجح الباحث الأميركي، أن تختار السعودية الاعتراف لضمان تنفيذ المشروع، وتأمين انتقال المملكة من الاقتصاد النفطي إلى اقتصاد مفتوح يعتمد على الاستثمارات المحلية والأجنبية، وعلى قطاعات السياحة.