بعد الكشف عن الانتهاكات الجسيمة داخل “سجن جو’ المركزي، والفضائح التي بثها الإعلام عن ممارسات سلطات البحرين هناك، تتجه وزارة الداخلية لإعداد تقرير مصور يحمل مشاهدات من داخل السجن، حيث تمّ اجبار المعتقلين على تسجيل رواية السلطة خلاله، من أجل التغطية على انتهاكات الأخيرة بحق المعتقلين.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما تسعّر قوات الأمن البحرينية من غطرستها باستهداف المعتقلين داخل “سجن جو” المركزي، مرتكبة انتهاكات جسيمة وممنهجة، تسعى السلطات الى تلميع صورتها أمام الرأي العام الدولي والجهات الحقوقية المعنية، حيث تستعد وزارة الداخلية لإنتاج “فيلم تسجيلي” للتغطية على حقيقة ما يجري داخل زنازين “سجن جو” المركزي.
مصادر من داخل السجن، أشارت الى أن وزارة الداخلية تنشط في الفترة الأخيرة لانتاج الفيلم من داخل السجن في سياق الجهود المبذولة للتغطية على حقيقة ما يجري داخل أقبية المعتقل، موضحة أن طواقم إعلامية من دائرة الإعلام في وزارة الداخلية جاءت أكثر من مرة إلى “سجن جو”، وقامت بتصوير عدد من المرافق والمباني، وخاصة من جهة المباني التي يُسجن فيها متهمون بقضايا جنائية ويوجد فيها أغلبية من الأجانب.
وتعمد دائرة إعلام الداخلية الى اجراء مقابلات متلفزة مع السجناء في تلك المباني، كما طلب من المساجين هناك إمتداح ظروف السجن والثناء على “الخدمات” المزعومة التي تقدمها إدارة السجن، وأمر المساجين بنفي المعلومات والأنباء التي تنشرها وسائل الإعلام الأهلية والأجنبية والتقارير الحقوقية بشأن منع السجناء من حقوقهم الطبيعية وتعريضهم للمضايقات وسوء المعاملة والتعذيب.
ويهدف هذا الإجراء السلطوي للرد على التقارير الإعلامية والحقوقية التي نُشرت في الأيام الأخيرة حول السجون في البحرين، وبينها تقرير لقناة “الجزيرة” القطرية، إضافة إلى “المساعي الحثيثة من السلطات لخداع الهيئات الأممية والمنظمات الدولية بشأن حقيقة أوضاع السجون”.
ودعا نشطاء إلى تكثيف الجهود الحقوقية والشعبية لفضح “المخطط السلطوي في البحرين”، وطالبوا بتوسيع “وتيرة ودائرة العمل الحقوقي في الخارج وتوثيق الانتهاكات في السجون، بالتزامن مع الحراك الشعبي داخل البلاد”.